كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 20)

أقبل فقال: "إني لست أنا أقول هذا, ولكن الله قاله" (¬1).
فصل:
وأشجع هو: ريث بن غطفان بن سعد بن قيس غيلان بن مضر، وهو من الشجع وهو الطول، يقال: رجل أشجع وامرأة شجعاء، والأشجع: العقد الثاني من الأصابع والجمع أشاجع، والأشجع من الرجال الذي كأن به جنونًا من جرأته. ومن قال: الأشجع الممسوس فقد أخطأ، واللبؤة الشجعاء هي الجريئة والجسور، ذكره ثابت في "دلائله".
فصل:
وغفار من غفر إذا ستر، كما قال ابن دريد (¬2)، وهو ابن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وأما الحكم بن عمرو الغفاري الصحابي فهو من ولد نعيلة بن مليل أخي غفار ينسب إلى أخي جده، وكثيرًا ما تصنع العرب ذلك إذا كان أشهر من جده. وفي كتاب الكلبي وولد العتر بن معاذ بن عمرو بن الحارث بن معاوية بن بكر بن هوازن الغفار أهل بيت بمصر، وغفار غير مصروف؛ لاجتماع التعريف والتأنيث.
فصل:
هذِه القبائل كانوا في الجاهلية خاملين لم يكونوا كبني تميم وعامر وأسد وغطفان، ألا ترى قول الأقرع بن حابس الآتي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنما بايعك سراق الحجيج من أسلم وغفار ومزينة. فلما سبقت هذِه القبائل أولئك بالإسلام وحسن بلاؤهم فيه شرفوا بذلك وفضلهم الله
¬__________
(¬1) "المصنف" 6/ 415 (32473).
(¬2) "جمهرة اللغة" 2/ 779.

الصفحة 45