كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 20)

وزاد هنا: (حتى إذا فرغ مشيت معه فقلت: ما بال العظم والروثة؟ قال: "هما من طعام الجن، وإنه أتاني وقد حسن نصيبين -ونعم الجن- فسألوني الزاد، فدعوت الله لهم أن لا يمروا بعظم ولا روثة إلا وجدوا عليها طعامًا". قال ابن عباس: في الآية إنما أوحي إليه قول الجن (¬1). والنفر: ما بين الثلاثة إلى العشرة، وقيل: من ثلاثة إلى عشرة.
ومعن (¬2) هذا هو ابن ابن مسعود، وكذلك عن أبيه -يعني: عبد الرحمن- قال: حدثني أبوك -يعني عبد الله بن مسعود، و (آذن): بالمد أي: أعلمه، ومعنى "ابغني أحجارًا" في حديث (أبي هريرة) (¬3): اطلب لي، وهو موصول ثلاثي يقال: بغيتك الشيء: طلبته لك، وأبغيتكه -هو رباعي-: أعينك على طلبه، والأول المراد بالحديث. وفيه: الدعاء لهم.
والوفد: القوم يقدمون، وقوله: "إلا وجدوا عليها طعامًا" أي: حقيقة، وقد جاء: "تجدونها أوفر ما كان لحمًا سمينًا" (¬4).
وقال ابن التين: يحتمل أن يجعل الله ذلك عليها، ويحتمل أن يذيقهم منها طعامًا، ويقل ذلك ويكثر، وفي مسلم أن البعر زاد دوابهم (¬5)، وقال: في الروثة "هذا ركس"، وسلف في الطهارة (¬6).
¬__________
(¬1) رواه الطبري في "تفسيره" 12/ 258.
(¬2) قال الحافظ في "الفتح" 7/ 172: هو كوفي ثقة، ما له في البخاري إلا هذا الموضع.
(¬3) في الأصل: ابن مسعود، والمثبت الصواب كما تقدم، وكذا جاء في هامش الأصل: تقدم أنه أبو هريرة أعلاه في الهامش.
(¬4) لم أره بتمامه، وهو عند مسلم برقم (450) بلفظ: "أوفر ما يكون لحمًا".
(¬5) مسلم (450/ 150) كتاب: الصلاة، باب: الجهر بالقراءة في الصبح ...
(¬6) سلف برقم (156).

الصفحة 489