كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 20)

34 - باب إِسْلاَمُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ - رضي الله عنه -
3862 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ, حَدَّثَنَا سُفْيَانُ, عَنْ إِسْمَاعِيلَ, عَنْ قَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ فِى مَسْجِدِ الْكُوفَةِ يَقُولُ: وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنَّ عُمَرَ لَمُوثِقِي عَلَى الإِسْلاَمِ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ عُمَرُ، وَلَوْ أَنَّ أُحُدًا ارْفَضَّ لِلَّذِى صَنَعْتُمْ بِعُثْمَانَ لَكَانَ. [3867, 6942 - فتح: 7/ 176]
ذكر فيه حديث قيس: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ يَقُولُ:
والله لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنَّ عُمَرَ لَمُوثِقِي عَلَى الإِسْلَامِ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ عُمَرُ، وَلَوْ أَنَّ أُحُدًا ارْفَضَّ لِلَّذِي صَنَعْتُمْ بِعُثْمَانَ لَكَانَ.
وذكره في الباب بعده: سمعه يقول للقوم: لو رأيتني موثقي عمر على الإِسلام أنا وأخته وما أسلم، ولو أن أحدًا انقض لما صنعتم بعثمان لكان محقوقًا أن ينقض.
معنى (ارفض): زال من مكانه وتفرقت أجزاؤه، وكذلك (انفض) بالفاء، ومنه قوله: {لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159]، وفض الجدار (¬1) وفله واحد، قاله الخطابي (¬2).
قال (¬3): ولو رواه راوٍ (انقض) -بالقاف- كان معناه تقطع وتكسر، والقضيض ما يكسر من الحجارة ويقطع منها. وعبارة ابن فارس: انقض الحائط: وقع (¬4)، ومنه {يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ} [الكهف: 77] أي: يتكسر ويهدم، وقوله: (لكان محقوقًا أن ينقض) أي: واجبًا عليه، يقال:
¬__________
(¬1) في الأصل الجدار وما أثبتناه من "إعلام الحديث".
(¬2) "أعلام الحديث" 3/ 1676.
(¬3) أي: الخطابي في "الأعلام".
(¬4) "مجمل اللغة" 3/ 729، مادة (قضض).

الصفحة 494