كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 20)

وقوله: ("إلا خلة الإسلام") كذا هنا، وقال هناك: "إلا أخوة الإسلام" (¬1). قال الداودي: وهو المحفوظ؛ لأنه نفى الخلة، وأنكر القزاز (خوة الإسلام) (¬2) بحذف الألف، وقيل: إنه نفى الخلة المختصة فالإنسان مفردًا وأوجب الخلة العامة، التي هي الإسلام في سائر الناس.
والخوخة: باب صغير وكان بعض الصحابة فتحوا أبوابًا في ديارهم إلى المسجد، فأمر الشارع بسدها إلا خوخة الصديق؛ ليتميز بذلك فضله.
وفيه: إيماء إلى الخلافة كما سلف.
الحديث الثامن:
حديث عائشة رضي الله عنها: لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ.
فذكر حديث الهجرة بطوله وقد سلف قطعة منه في الكفالة في باب: جوار أبي بكر (¬3).
معنى (يدينان الدين) تعني: مسلمين، وولدت عائشة رضي الله عنها في الإسلام.
و (برك الغماد): موضع في أقاصي هجر، والأكثر فتح الباء، ومنهم من كسرها. قاله القاضي عياض (¬4).
¬__________
(¬1) سلف برقم (3654).
(¬2) أشار الحافظ إلى أنها رواية للأصيلي وشرع في بيان توجيهها. انظر "المقدمة" ص 76، و"الفتح" 7/ 13 - 14، هذا وقد قال ابن بطال: لا أعرف معنى هذِه الكلمة ولم أجده (خوة) بمعنى (خلة) في كلام العرب .. "شرح ابن بطال" 2/ 115 - 116.
(¬3) سلف برقم (2297).
(¬4) "مشارق الأنوار" 1/ 115.

الصفحة 537