كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 20)

و (الجراب) بكسر الجيم، وربما فتح و (النطاق): إزار به تكة تلبسه النساء، والمنطق: كل شيء شددت به وسطك قاله ابن فارس (¬1).
وقال الداودي: هو مئزر، والمنطق: الحقوة، وقال الهروي: النطاق: المنطق، وهو أن تأخذ المرأة ثوبًا فتلبسه ثم تشد إزارها وسطها بحبل، ثم ترسل الأعلى على الأسفل قال: وبه سميت أسماء ذات النطاقين؛ لأنها كانت تطارق نطاقًا على نطاق، وقيل: كان لها نطاقان تلبس أحدهما وتحمل في الآخر الزاد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في الغار (¬2).
وقوله: (وهو غلام شاب ثقف لقن). قال الخطابي: الثقافة حسن التلقي (للأدب) (¬3) يقال: غلام ثقف، واللقن: الحسن التلقي لما يسمعه ويعلمه (¬4)، وقال ابن فارس: ثقفت الشيء إذا أقمت عوجه، ورجل ثقف، وقال: اللقن: السريع الفهم (¬5).
فصل:
قوله: (فيدلج من عندهما بسحر) أي: يسير سحرًا من عندهما إلى مكة. يقال: أدلج: سار سحرًا، وادَّلج (رباعِيًّا) (¬6) إذا سار الليل كله، وقد سلف.
وقوله (فلا يسمع أمرًا يكادان به إلا وعاه) هو افتعال من الكيد، وفي رواية غير الشيخ أبي الحسن (يكتادان به) قال ابن التين: وهو أبين؛ لأن
¬__________
(¬1) "مجمل اللغة" 2/ 872 مادة (نطق).
(¬2) "غريب الحديث" 2/ 31.
(¬3) في الأصل: (للأب)، فلعله تحريف والمثبت كما عند الخطابي.
(¬4) "أعلام الحديث" 3/ 1691.
(¬5) "المجمل" 1/ 161 مادة (ثقف)، 2/ 811 مادة (لقن).
(¬6) كذا في الأصل، والصواب: (خماسيًّا) كما ترى!!

الصفحة 540