كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 20)

كاد لا يتعدى إلى مفعولين، وإن قيل: (يكادان به) بالياء فتسقط النون بعد عامل. قلت: وعليه اقتصر الخطابي حيث قال: (يكتادان به) هو من الكيد، أخرجه على وجه الافتعال.
والمنحة: الشاة ذات اللبن يمنحها الرجل صاحبه يشرب لبنها، وترد رقبتها (¬1) قال ابن فارس: والمنحة والمنيحة منحة اللبن، والمنحة الناقة أو الشاة يعطي لبنها (¬2)، وقيل: هذا أصل المنحة ثم جعلت كل عطية منحة.
وقوله: (فيبيتان في رسل) هو بكسر الراء اللبن، ولذلك قال: (وهو لين منحتهما ورضيفهما).
والرضيف: أن تحمى الحجارة فتلقى في اللبن الحليب فتذهب وخامته وثقله، والجمع رضف، وشواء مرضوف أي: مشوي على الرضف، وقيل: هو اللبن يحسى به السقاء يعني خاثرًا (¬3) ثم يصب في القدح، وقد سخنت له الرضافة فتوضع الرضفة المحماة فتكسر من برده (¬4)، وروي: صريفها، والصريف اللبن ساعة يحلب (¬5)
وقوله: (حتى ينعق بها عامر بن فهيرة) أي: يصيح، و (الغلس): ظلام آخر الليل.
وقوله: (واستأجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر رجلاً من بني الديل) هو عبد الله بن أريقط، وكان كافرًا، وقال موسى بن عقبة: أريقط وقيل: عبد الله بن أريقد.
¬__________
(¬1) "أعلام الحديث " 3/ 1691.
(¬2) "مجمل اللغة" 2/ 817.
(¬3) في "الصحاح" 2/ 642، مادة (خثر): الخثورة نقيض الرقة، يقال خثَر اللبن يخثُر.
(¬4) قاله الأزهري في "تهذيب اللغة" 2/ 1419 مادة (رضف).
(¬5) "النهاية في غريب الحديث" 3/ 25 مادة (صرف).

الصفحة 541