كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 20)

لا نطلب ثمنه إلا إلا الله (¬1). لا منافاة بينهما فقد يكلمهما ويستشفع بالملأ، ويتحمله الملأ إن كان الغلامين تحت الحجر.
و (اللبن) من الطين. يقال: بفتح اللام وكسر الباء، وكسر اللام وإسكان الباء.
وقوله: (فتمثل بشعر رجل من المسلمين لم يسم لي) هو عبد الله بن رواحة.
وقوله: (قال ابن شهاب: ولم يبلغنا في الأحاديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تمثل ببيت شعر تام غير هذه الأبيات). أنكر عليه هذا من وجهين:
أحدهما: أنه رجز وليس بشعر (¬2)، ولا يطلق على الرجز شعر. قالوا: وإنما هو كالكلام المسجع بدليل أنه يقال لصاحبه: راجز، ويقال: أنشد رجزًا، لا شعرًا.
والثاني: أنه ليس برجز ولا موزون.
واختلف هل يحكي الشاعر الشعر وعلى القول بنفي الحكاية عنه، اختلف هل يحكي بيتًا واحداً، فقال قوم: لا يتمه إلا شعرًا، وقال آخرون: ليس البيت الواحد شعرًا. وفيه بعد.
وقوله:
(هذا الحمال لا حمال خيبر ... هذا أبرُّ ربَّنَا وأطهر)
أي: هذا الحمل والمحمول من اللبن أبو عند الله وأطهر أي: أنقى ذخرًا، وأدوم منفعة (لا حمال خيبر) من التمر والزبيب والطعام المحمول
¬__________
(¬1) سلف برقم (428).
(¬2) جاء في هامش الأصل: الصحيح أن الرجز شعر إذا كان موزونًا لكن للشعر ثلاثة شروط: تثبت هنا وهو أن يكون: موزونًا مقفًّا مقصودًا.

الصفحة 545