كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 20)

هذا (¬1) تابعي من أفراد البخاري، وثقه أبو داود، قتل سنة اثنتين وثمانين.
و (أبو عبيد) حيّ -وقيل: حُوَي- حاجب سليمان بن عبد الملك المذحجي روى عن أنس أيضًا وثقه مالك.
والأشمط: الذي يخالط شعره سواد وبياض، رجل أشمط وامرأة شمطاء.
وقوله (فغلَّفها) يعني: لحيته دل على ذلك قوله: (أشمط) ومعنى غلَّفها: خضبها وكل شيء ستر شيئًا فهو غلاف له، وغلَّفها مشدد اللام يقال: غلَّفت لحيته ويغلفها، ومنه تغلفت السكين: جعلت لها غلافًا، وكذلك إذا أدخلتها في الغلاف. (وقنأ (¬2) لونها) اشتدت حمرته حتى ضرب إلى السواد. يقال: قنأ يقنؤ قنوءًا: احْمرَّ، يقال: أحمر قاني، وأبيض ناصع، وأصفر فاقع.
و (الحناء): جمع حناءة ممدود، وأصله الهمز، يقال: حنأت لحيته بها، وبها سمي الرجل حناة، وهو شجر كبار مثل شجر السدر، وهو يُرْزق في كل عام مرتين.
وزعم أبو زيد السهيلي أنه يجمع على حُنَّان -بضم الحاء وتشديد النون- على غير قياس، وأنشد فيه شعرًا، قال: وهو عندي لغة في الحناء لا جمع له (¬3)، وقال في "المحكم": الحنان بكسر الحاء لغة في الحناء عن ثعلب (¬4).
¬__________
(¬1) يعني عقبة بن وساج.
(¬2) ورد بهامش الأصل تعليق نصه: قنأ مهموز هو الأفصح. قاله ابن الأثير. ويقال بتركه لغة أخرى [انظر: "النهاية في غريب الحديث" 4/ 111].
(¬3) "الروض الأنف" 4/ 100.
(¬4) "المحكم" 2/ 375.

الصفحة 554