كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 20)

والهام: جمع هامة، وهم الموتى، يقال: أصبح فلان هامة: إذا مات. ويحتمل أن يريد الأشراف؛ لأن هامة القوم سيدهم. وذكر الداودي عن (أبي عبيدة) (¬1) في "تفسيره" أن العرب كانت تقول: إذا مات الميت تكون من عظامه [هامة] (¬2) تطير.
قال الهروي: يسمون ذلك الطائر الذي يخرج من هامة الميت: الصدى (¬3). وذكر ابن فارس أن العرب كانت تقول: إن القتيل إذا لم يدرك بثأره يصير هامة في القبر، (فتزقو) (¬4) فتقول: اسقوني اسقوني. فإذا أُدْرِكَ ثأره طارت (¬5).
ويحتمل أن يريد بالهام الرئيس (¬6)، قاله الداودي، والظاهر ما سلف؛ لقوله: (وكيف حياة أصداء وهام) فذلك لا يقال للرئيس؛ بلي وصار لا يرجى.
الحديث العشرون:
حديث أبي بكر، - رضي الله عنه -: كُنْتُ مَعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإذَا أَنَا بِأَقْدَامِ المشركين، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، لَوْ أَنَّ بَعْضَهُمْ طَأْطَأَ بَصَرَهُ رَآنَا. قَالَ: "اسْكُتْ يَا أَبَا بَكْرٍ، اثْنَانِ اللهُ ثَالِثُهُمَا".
¬__________
(¬1) في الأصل: (ابن عبدة)، ولعله تحريف، والمثبت من "تهذيب اللغة" 4/ 3698 مادة (هام)، و"اللسان" مادة (هوم) وكذا "عمدة القاري" 14/ 46 وغيرهما؛ فالكلام إنما نسب لأبي عبيدة لا ابن عبدة.
(¬2) ساقطة من الأصل، والمثبت من مصادر التخريج كما في التعليق السابق.
(¬3) "غريب الحديث" 1/ 26 - 27.
(¬4) في الأصل: (فتشربوا)، وهو تحريف، والمثبت من مصدر التخريج وغيره، وتزقو يعني: تصيح.
(¬5) "مجمل اللغة" 2/ 897 مادة (هام).
(¬6) ورد بهامش الأصل: هذا القول تقدم قريبًا.

الصفحة 558