كتاب الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (اسم الجزء: 20)

ثُمَّ تَذَاكَرَا الْقِيَامَ مِنَ اللَّيلِ. فَقَال أحَدُهُمَا، مُعَاذٌ: أَمَّا أَنا فَأنامُ وَأَقُومُ وَأَرْجُو فِي نَوْمَتِي مَا أَرْجُو فِي قَوْمَتِي.
٤٥٨٦ - (١٧٧٥) (١٢٠) حدَّثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيبِ بْنِ اللَّيثِ. حَدَّثَنِي أَبِي، شُعَيبُ بْنُ اللَّيثِ. حَدَّثَنِي اللَّيثُ بْنُ سَعْدٍ. حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ
ــ
السلف والخلف يستتاب ونقل ابن القصار المالكي إجماع الصّحابة عليه ثم اختلفوا في الإستتابة هل هي واجبة أو جائزة والجمهور على وجوبها اهـ ملخصًا من النووي (ثم تذاكرا) أي تذاكر أبو موسى ومعاذ (القيام من الليل) أي الصَّلاة فيه أي فضل القيام في الليل هل الأفضل قيامه كله أو قيام بعضه (فقال أحدهما) وقوله (معاذ) بدل مما قبله وتفسير له (أمَّا أنا فأنام) بعضه (وأقوم) بعضه (وأرجوفي نومتي) من الثواب (ما أرجو في قومتي) أي في صلاتي معناه أني أنام بنيَّة القوة وإجماع النَّفس للعبادة فأرجو في ذلك الأجر كما أرجوه في قومتي أي صلاتي قال القرطبي إنَّما رجا ذلك لأنَّه كان ينام ليقوم أي يقصد بنومه الاستعانة على قيامه والتنشيط عليه والتفرغ من شغل النوم على فهم القرآن وتدبره فكان نومه عبادة يرجو فيها من الثواب ما برجوه في القيام ولا يتفطن لمثل هذا إلَّا مثل معاذ الذي يسبق العلماء يوم القيامة برتوة أي برمية قوس كما قاله صَلَّى الله عليه وسلم وعلى هذا فما من مباح إلَّا ويمكن أن يقصد فيه وجه من وجوه الخير فيصير قربة بحسب القصد الصَّحيح والله تعالى أعلم فكأن أبا موسى ذهب إلى أن قيامه كله لمن قوي عليه أفضل وهذا كما وقع لعبد الله بن عمرو في حديثه المتقدم وكان معاذًا رأى أن قيام بعضه ونوم بعضه أفضل وهذا كما أشار إليه صَلَّى الله عليه وسلم في حديث عبد الله بقوله إنك إذا فعلت ذلك هجمت عينك ونفهت نفسك وكما قاله في حديث البُخاريّ أما أنا فأقوم وأنام وقال في آخره (فمن رغب عن سنتي فليس مني) اهـ من المفهم ثم استشهد المؤلف رحمه الله ثانيًا لحديث عبد الرحمن بن سمرة بحديث أبي ذر رضي الله عنه فقال.
٤٥٨٦ - (١٧٧٥) (١٢٠) (حدَّثنا عبد الملك بن شعيب بن اللَّيث) بن سعد الفهمي المصري ثقة، من (١١) (حدثني أبي شعيب بن اللَّيث) الفهمي المصري ثقة، من (١٠) (حدثني اللَّيث بن سعد) الفهمي المصري ثقة، من (٧) (حدثني يزيد بن أبي حبيب) اسمه سويد مولى شريك بن الطفيل الأزدي أبو رجاء المصري عالمها ثقة، من (٥) (عن

الصفحة 14