كتاب الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (اسم الجزء: 20)

وَإِنَّهَا، يَوْمَ الْقِيَامَةِ، خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ. إلا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِي عَلَيهِ فِيهَا".
٤٥٨٧ - (١٧٧٦) (١٢١) حدَّثنا زُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ وإسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. كِلاهُمَا عَنِ الْمُقْرِئِ. قَال زُهَيرٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يَزِيدَ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيدِ الله بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي
ــ
يرى أنَّه الكنز الذي توعد الله عليه بكي الوجوه والجنوب والظهور وقد قدمنا ذلك في كتاب الزكاة فلما علم النَّبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم منه هذه الحالة نصحه ونهاه عن الإمارة وعن ولاية مال الأيتام وأكد النصيحة له بقوله (وإني أحب لك ما أحب لنفسي) وغلظ الوعيد بقوله (وإنها) أي الإمارة (يوم القيامة خزي) أي ذل وهوان وحزن وأسف على من ضعف عن أداء حقها ولم يقم لرعيته برعايتها (وندامة) على تقلدها وعلى تفريطه فيها ومفهومه أن من لم يكن ضعيفًا عن أداء حقها لا تكون عليه كذلك وقد صرح به بقوله (إلَّا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها) وفي هذا إشارة لطيفة إلى أنَّها إمَّا أن تكون عليه أو لا تكون عليه أما إذا كانت له فلا بأس ولكن الأولى تركها إلَّا لضرورة كذا في المرقاة قال النووي: وهذا الحديث أصل عظيم في اجتناب الولايات لا سيما لمن كان فيه ضعف عن القيام بوظائفها وأمَّا الخزي والندامة فهو في حق من لم يكن أهلًا لها أو كان أهلًا ولم يعدل فيها وأمَّا من كان أهلًا للولاية وعدل فيها فله فضل عظيم تظاهرت به الأحاديث الصحيحة كحديث سبعة يظلم الله في ظله والحديث الذي يلي إن المقسطين على منابر من نور وغير ذلك ومع هذا فلكثرة الخطر فيها حذره النَّبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم منها اهـ باختصار وهذا الحديث انفرد به الإمام مسلم رحمه الله تعالى عن أصحاب الأمهات ثم استشهد ثالثًا لحديث عيد الرحمن بن سمرة بحديث آخر لأبي ذر الغفاري رضي الله عنه فقال.
٤٥٨٧ - (١٧٧٦) (١٢١) (حدَّثنا زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم) الحنظلي المروزي (كلاهما) رويا (عن المقري) بضم الميم على صيغة اسم الفاعل عبد الله بن يزيد القصير مولى آل عمر أبي عبد الرحمن المصري نزيل مكّة ثقة، من (٩) (قال زهير) في روايته (حدَّثنا عبد الله بن يزيد) المقري بصريح الاسم (حدَّثنا سعيد بن أبي أيوب) مقلاص الخزاعي مولاهم أبو يَحْيَى المصري ثقة ثبت من (٧) (عن عبيد الله بن أبي جعفر) يسار الكناني (القرشي) مولاهم أبي بكر المصري ثقة، من (٥) (عن سالم بن أبي

الصفحة 16