كتاب الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (اسم الجزء: 20)

وَلَعَنَ الله مَن آوَى مُحدِثًا. وَلَعَنَ الله مَن غَيَّرَ مَنَارَ الأَزضِ".
٤٩٩٢ - (٠) (٠) حَدَّثَنَا أبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا أبُو خَالِدٍ الأحْمَرُ، سُلَيمَانُ بْنُ حَبانَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ أبِي الطُّفَيلِ، قَال: قُلنَا لِعَلِيّ بْنِ أبي طَالِبٍ: أَخْبِرْنَا بِشَيءٍ أسَرَّهُ إِلَيكَ رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَلَيهِ وسلَّمَ. فَقَال: مَا أسَرَّ إلَيَّ شَيئًا كَتَمَهُ النَاسَ، وَلكِني سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "لَعَنَ الله مَن ذَبَحَ لِغَيرِ اللهِ. وَلَعَنَ الله مَنْ آوَى مُحدِثًا. وَلَعَنَ الله مَن لَعَنَ وَالِدَيهِ. وَلَعَنَ الله مَن غيَّرَ المَنَارَ"
ــ
فهو الذبح باسم غير الله تعالى كالذبح باسم الصنم وباسم نبي من أنبياء الله أو بولي من أوليائه أو باسم الكعبة وكل هذا حرام يوجب الشِّرك إن قصد تعظيم ذلك الغير ولا تحل تلك الذبيحة سواء كان الذابح مسلمًا أو نصرانيًّا أو يهوديًّا (و) ثالثها قوله صلى الله عليه وسلم (لعن الله من آوى) وحمى (محدثًا) أي مبتدعًا وحفظه ممن يتعرض له ونصره على بدعته وقد تقدم بسط الكلام في آخر كتاب الحج (و) رابعتها قوله صلى الله عليه وسلم (لعن الله من غير منار الأرض) أي حدودها وعلاماتها التي يتميز ملك كل أحد عن ملك غيره فتغييره بنقل حدودها وادخالها في ملكه وهو بمعنى حديث "من غصب شبرًا من أرض طوقه من سبع أرضين" كذا في الأبي وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث النَّسائيّ أخرجه في الضحايا باب من ذبح لغير الله عَزَّ وَجَلَّ (٤٤٢٢) ثم ذكر المؤلف المتابعة في هذا الحديث فقال.
٤٩٩٢ - (٠) (٠) (حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حَدَّثَنَا أبو خالد الأحمر سليمان بن حيان) الأَزدِيّ الكُوفيّ صدوق من (٨) (عن منصور بن حيان) الأَزدِيّ الكُوفيّ (عن أبي الطفيل) عامر بن واثلة الليثيّ المدنِيُّ (قال) أبو الطفيل (قلنا لعلي بن أبي طالب) وهذا السند من خماسياته غرضه بيان متابعة أبي خالد الأحمر لمروان بن معاوية (أخبرنا بشيء أسرَّه إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال) علي (ما أسر إلي شيئًا كتمه النَّاس ولكن سمعته) صلى الله عليه وسلم (يقول لعن الله من ذبح لغير الله ولعن الله من آوى محدثًا) أي مبتدعًا أحدث أمرًا ليس معروفًا في الشرع (ولعن الله من لعن والديه ولعن الله من غيَّر المنار) أي حدود الأرض. ثم ذكر المؤلف المتابعة ثانيًا في حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال.

الصفحة 463