كتاب الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (اسم الجزء: 20)

٤٥٨٣ - (٠٠) (٠٠) وحدّثنا يَحْيى بْنُ يَحْيَى. حَدَّثنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ يُونس
ــ
محمول على ما إذا كان هنالك جماعة ممن يقوم بها ويصلح لها فأمَّا إذا لم يكن هنالك ممن يصلح لها إلَّا واحد تعين ذلك عليه ووجب أن يتولاها ويسأل ذلك ويخبر بصفاته التي يستحقها بها من العلم والكفاية وغير ذلك كما قال يوسف عليه السَّلام لملك مصر {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف / ٥٥] اهـ من المفهم.
ومع ذلك فلا يخفى أن من تعاطى الإمارة وسولت له نفسه أنَّه قائم بذلك الأمر فإنَّه يخذل فيه في أغلب الأحوال لأنَّ من سأل الإمارة لا يسألها إلَّا وهو يرى نفسه أهلًا لها إلَّا من عصمه الله تعالى ومن دعي إلى عمل أو إمامة في الدين فقصر نفسه عن تلك الحقوق وهاب أمر الله رزقه الله المعونة قال النَّبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم: من تواضع لله رفعه الله فمن كان على قدم التواضع مع سؤاله الإمارة كما هو شأن الأنبياء والكمل من الأولياء يجوز سؤالها وطلبها ومن لم يقدر على الجمع بينهما لم يجز له إرادتها ولا طلبها ولا الحرص عليها فضلًا عن سؤالها باللسان والاستعانة عليها بالشفعاء فتبين بهذا أن ما يفعله النَّاس اليوم في الانتخابات الديمقراطية من ترشيح أنفسهم لشتى المناصب ودعوة الناس إلى التصويت في حقهم ليس من الإسلام في شيء لأنَّ المقصود بذلك في الغالب هو طلب المنصب والرئاسة والشرف على ما يصحبه من مدح الرجل نفسه والنيل من أعراض مخالفيه واشتراء الأصوات بالرشوة وما إلى ذلك من المفاسد الظاهرة فينبغي إن عقدت الانتخابات بطريقة شرعية أن لا يكون الرجل مرشحًا لنفسه ولا داعيًا إلى ترشيحه أو التصويت في حقه والله سبحانه وتعالى أعلم اهـ من التكملة وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٥/ ٦٢ و ٦٣] والبخاري في مواضع كثيرة منها في الأحكام [٧١٤٧]، وأبو داود [٢٩٢٩]، والنَّسائيُّ [٨/ ٢٢٥] وقد مر هذا الحديث عند المصنف بهذا السند بعينه في كتاب الإيمان باب ندب من حلف يمينًا فرأى غيرها خيرًا منها إلخ.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنهما فقال.
٤٥٨٣ - (٠٠) (٠٠) (وحدثنا يَحْيَى بن يَحْيَى) التميمي (حدَّثنا خالد بن عبد الله) بن عبد الرحمن الطحان المزني أبو الهيثم الواسطيِّ ثقة، من (٨) (عن يونس) بن عبيد بن

الصفحة 8