كتاب تفسير أسماء الله الحسنى للزجاج

فَالله تَعَالَى خَالِقهَا ومنشئها وَهُوَ متممها ومدبرها {فَتَبَارَكَ الله أحسن الْخَالِقِينَ}
13 - البارئ يُقَال برأَ الله الْخلق فَهُوَ يبرؤهم برءا إِذا فطرهم
والبرء خلق على صفة فَكل مبروء مَخْلُوق وَلَيْسَ كل مَخْلُوق مبروءا وَذَلِكَ لِأَن الْبُرْء من تبرئة الشَّيْء من الشَّيْء من قَوْلهم برأت من الْمَرَض وبرئت من الدّين أَبْرَأ مِنْهُ فبعض الْخلق إِذا فصل من بعض سمي فاعلة بارئا وَفِي الْأَيْمَان {لَا وَالَّذِي فلق الْحبَّة وبرأ النَّسمَة}
وَقَالَ أَبُو عَليّ هُوَ الْمَعْنى الَّذِي بِهِ انفصلت الصُّور بَعْضهَا من بعض فصورة زيد مُفَارقَة لصورة عَمْرو وَصُورَة حمَار مُفَارقَة لصورة فرس فَتَبَارَكَ الله خَالِقًا وبارئا
14 - المصور هُوَ مفعل من الصُّورَة وَهُوَ تَعَالَى مُصَور كل صُورَة لَا على مِثَال احتذاه وَلَا رسم ارتسمه تَعَالَى عَن ذَلِك علوا كَبِيرا
15 - الْغفار أصل الغفر فِي الْكَلَام السّتْر والتغطية يُقَال اصبغ ثَوْبك فَهُوَ أَغفر للوسخ أَي أحمل لَهُ وأستر

الصفحة 37