كتاب تفسير أسماء الله الحسنى للزجاج

وَمعنى الغفر فِي الله سُبْحَانَهُ هُوَ الَّذِي يستر ذنُوب عباده ويغطيهم بستره كَمَا جَاءَ فِي الدُّعَاء يَا ستار استرنا بسترك الْحسن الْجَمِيل
وكما جَاءَ فِي الْخَبَر الْمَأْثُور عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ يَقُول فِي دُعَائِهِ لاتهتك أستارنا وَلَا تبل أخبارنا وَلَا تكلنا إِلَى أَنْفُسنَا طرفَة عين
16 - القهار الْقَهْر فِي وضع الْعَرَبيَّة الرياضة والتذليل يُقَال قهر فلَان النَّاقة إِذا راضها وذللها وَأنْشد أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ
(عواص مراحا لم يدن لقاهر ... )
وَالله تَعَالَى قهر المعاندين بِمَا أَقَامَ من الْآيَات والدلالات على وحدانيته وقهر جبابرة خلقه بعز سُلْطَانه وقهر الْخلق كلهم بِالْمَوْتِ
17 - الْوَهَّاب هُوَ فعال من قَوْلك وهبت أهب هبة وَالْهِبَة تمْلِيك الشَّيْء بِلَا مثل والمثل فِي الشَّرْع على وَجْهَيْن قيمَة وَثمن وَالله تَعَالَى وهاب الهبات كلهَا
18 - الرَّزَّاق الرزق إِبَاحَة الِانْتِفَاع بالشَّيْء على وَجه يحسن ذَلِك قَالَ الله تَعَالَى {وَمن رزقناه منا رزقا حسنا فَهُوَ ينْفق مِنْهُ سرا وجهرا} وَالله تَعَالَى هُوَ الرَّزَّاق وَهُوَ الرازق

الصفحة 38