كتاب تفسير أسماء الله الحسنى للزجاج
وَحسن الْإِعَادَة لاخْتِلَاف معنييهما لِأَن الْعَلِيم فِيهِ صفة زَائِدَة على مَا فِي الْعَالم
وَحكي عَن قطرب أَن قَوْلنَا عليم فِي اسْم الله تَعَالَى يُفِيد الْعلم بالغيوب فَفِي إِعَادَة اللَّفْظَيْنِ الْآن معنى حسن
21 - 22 الْقَابِض الباسط الْأَدَب فِي هذَيْن الاسمين أَن يذكرَا مَعًا لِأَن تَمام الْقُدْرَة بذكرهما مَعًا أَلا ترى أَنَّك إِذا قلت إِلَى فلَان قبض أَمْرِي وَبسطه دلا بمجموعها أَنَّك تُرِيدُ أَن جَمِيع أَمرك إِلَيْهِ
وَتقول لَيْسَ إِلَيْك من أَمْرِي بسط وَلَا قبض وَلَا حل وَلَا عقد أَرَادَ لَيْسَ إِلَيْك مِنْهُ شَيْء وَقَالَ الشَّاعِر
(مَتى لَا مَتى أدركتم لَا أبالكم ... بِأَيْدِيكُمْ اللَّذَّات بسطي أَو قبضي)
23 - الْخَافِض الْخَفْض ضد الِارْتفَاع وَتقول فلَان فِي خفض من الْعَيْش أَي فِي دعة ولين وطمأنينة وَقَالَ أَبُو عَليّ هُوَ ضد قَوْلهم هُوَ فِي عَيْش رتب لِأَن من هُوَ فِي ارْتِفَاع ونشز من الأَرْض لَا يطمئن من هُوَ فِي وهدة ودعة وَهُوَ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يخْفض من اسْتحق الْخَفْض من أعدائه وَيرْفَع من اسْتحق الرّفْع من أوليائه وكل ذَلِك حِكْمَة مِنْهُ وصواب
الصفحة 40
98