كتاب تفسير أسماء الله الحسنى للزجاج

24 - الرافع هُوَ الَّذِي يرفع من اسْتحق الرّفْع من أوليائه يرفع مَنْزِلَتهمْ فِي الدُّنْيَا بإعزاز كلمتهم ويرفعهم فِي الْآخِرَة بارتفاع درجتهم فَلهُ الْحَمد وَالشُّكْر على نعيم الدَّاريْنِ
25 - الْمعز وَهُوَ تَعَالَى يعز من شَاءَ من أوليائه والإعزاز على ضروب إعزاز من جِهَة الحكم وَالْفِعْل وإعزاز من جِهَة الحكم وإعزاز من جِهَة الْفِعْل
فَالْأول هُوَ مَا يَفْعَله الله تَعَالَى بِكَثِير من أوليائه فِي الدُّنْيَا ببسط حَالهم وعلو شَأْنهمْ فَهُوَ إعزاز حكم وَفعل
وَالْوَجْه الثَّانِي مَا يَفْعَله تَعَالَى ذكره بأوليائه من قلَّة الْحَال فِي الدُّنْيَا وَأَنت ترى من لَيْسَ فِي دينه فَوْقه فِي الرُّتْبَة فَذَلِك امتحان من الله تَعَالَى لوَلِيِّه وَهُوَ يثيبه إِن شَاءَ الله على الصَّبْر عَلَيْهِ
وَالْوَجْه الثَّالِث مَا يَفْعَله الله تَعَالَى بِكَثِير من أعدائه من بسط الرزق وعلو الْأَمر وَالنَّهْي وَظُهُور الثروة فِي الْحَال فِي الدُّنْيَا فَذَلِك إعزاز فعل لَا إعزاز حكم وَله فِي الْآخِرَة عِنْد الله الْعقَاب الدَّائِم وَإِنَّمَا ذَلِك إملاء من الله تَعَالَى لَهُ واستدراج
وَقد قَالَ الله تَعَالَى ذكره {إِنَّمَا نملي لَهُم ليزدادوا إِثْمًا وَلَهُم عَذَاب مهين}
26 - المذل الله تَعَالَى يذل طغاة خلقه وعتاتهم حكما وفعلا فَمن كَانَ مِنْهُم فِي ظَاهر أُمُور الدُّنْيَا ذليلا فَهُوَ ذليل حكما وفعلا وَقد أذلّهم أَيْضا بِأَن أمرنَا باستعبادهم

الصفحة 41