كتاب تفسير أسماء الله الحسنى للزجاج

وَكَذَلِكَ قَوْلهم وَاسِط ووسط وَقَالَ الله عز وَجل {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أمة وسطا}
فَالله تَعَالَى هُوَ الْحَاكِم وَهُوَ الحكم بَين الْخلق لِأَنَّهُ الحكم فِي الْآخِرَة وَلَا حكم غَيره
والحكام فِي الدُّنْيَا إِنَّمَا يستفيدون الحكم من قبله تَعَالَى علوا كَبِيرا
30 - الْعدْل أصل هَذِه اللَّفْظَة من قَوْلهم عدلت عَن الطَّرِيق أعدل عَنْهَا عدلا وعدولا وَإِنَّمَا سمي الْعدْل والعادل لِأَنَّهُمَا عدلا عَن الْجور إِلَى الْقَصْد وَالله تَعَالَى عَادل فِي أَحْكَامه وقضاياه عَن الْجور
فأفعاله حَسَنَة وَهُوَ كَمَا قَالَ {وَالله يقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذين يدعونَ من دونه لَا يقضون بِشَيْء}
31 - اللَّطِيف أصل اللطف فِي الْكَلَام خَفَاء المسلك ودقة الْمَذْهَب
واستعماله فِي الْكَلَام على وَجْهَيْن يُقَال فلَان لطيف إِذا وصف بصغر الجرم وَفُلَان لطيف إِذا وصف بِأَنَّهُ محتال متوصل إِلَى أغراضه فِي خَفَاء مَسْلَك وَفُلَان لطيف فِي علمه يُرَاد بِهِ أَنه دَقِيق الفطنة حسن الاستخراج لَهُ
فَهَذَا الَّذِي يسْتَعْمل مِنْهُ وَهُوَ فِي وصف الله يُفِيد أَنه المحسن إِلَى عباده فِي خَفَاء وَستر من حَيْثُ لَا يعلمُونَ

الصفحة 44