كتاب تفسير أسماء الله الحسنى للزجاج

ويسبب لَهُم أَسبَاب معيشتهم من حَيْثُ لَا يحتسبون وَهَذَا مثل قَول الله تَعَالَى {وَيَرْزقهُ من حَيْثُ لَا يحْتَسب}
فَأَما اللطف الَّذِي هُوَ قلَّة الْأَجْزَاء فَهُوَ مِمَّا لَا يجوز عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ
32 - الْخَبِير قَالَ أَبُو عَليّ أَخذ هَذِه الْكَلِمَة أَبُو إِسْحَاق من قَوْلهم خبرت الأَرْض إِذا شققتها وَفُلَان خَبِير بالشَّيْء إِذا كَانَ عَالما بِهِ
وَكَأَنَّهُ هُوَ الَّذِي بحث عَن ذَلِك الشَّيْء حَتَّى شقّ عَنهُ الأَرْض قَالَ أَبُو عَليّ وَهُوَ عندنَا من الْخَبَر الَّذِي يسمع لِأَن معنى الْخَبِير الْعَالم وَقَالَ
(إِذا لاقيت قومِي فأسأليهم ... كفى قوما بِصَاحِبِهِمْ خَبِيرا) فالعلم أبدا مَعَ الْخَبَر فَمَا حَاجَة أبي إِسْحَاق إِلَى أَن يَأْخُذهُ من الْخَبَر والشق
33 - الْحَلِيم هُوَ الَّذِي لَا يعاجل بالعقوبة فَكل من لَا يعاجل بالعقوبة سمي فِيمَا بَيْننَا حَلِيمًا وَلَيْسَ قَول من قَالَ إِن الْحَلِيم هُوَ من لَا يُعَاقب بصواب أما سمع قَول الشَّاعِر الفصيح وَأَظنهُ كثيرا

الصفحة 45