كتاب تفسير أسماء الله الحسنى للزجاج
42 - الْجَلِيل الْجَلالَة تسْتَعْمل فِي الْكَلَام على وَجْهَيْن
أَحدهمَا جلالة الشَّأْن والمقدار وَعظم الْخطر وعَلى هَذَا تَقول فلَان جليل فِي نفوس النَّاس وجليل فِي عيونهم إِذا أُرِيد بِهِ اعْتِقَاد عظم الْخطر وجلالة الْمحل وَقَالَ الشَّاعِر
(أَجلك قوم حِين صرت إِلَى الْغنى ... وكل غَنِي فِي النُّفُوس جليل)
وَالْوَجْه الآخر أَن يكون المُرَاد بِهِ عظم الجثة وَكَثْرَة الْأَجْزَاء وَهَذَا لَا يجوز على الله سُبْحَانَهُ وأصل الجلة كبار الْإِبِل وَمِنْه أَخذ الْجَلِيل
43 - الْكَرِيم الْكَرم سرعَة إِجَابَة النَّفس وكريم الْخلق وكريم الأَصْل
وَحكى الْأَحول جوزة كَرِيمَة أَي هشة المكسر وَكَأن سرعَة انكسارها وهشاشتها جعل إِجَابَة مِنْهَا فَشبه بهَا الْكَرِيم من الرِّجَال إِذا كَانَ سَرِيعا إِلَى الْخيرَات
الصفحة 50
98