كتاب تفسير أسماء الله الحسنى للزجاج
أَرَادَ اعدلوا وَقَالَ الله تَعَالَى {وَأما القاسطون فَكَانُوا لِجَهَنَّم حطبا}
قَالَ أَبُو عَليّ وَهَذَا مَأْخُوذ من الْقسْط الَّذِي هُوَ النَّصِيب فَإِذا قيل أقسطه فكأنهم قَالُوا أعطَاهُ النّصْف الَّذِي لَهُ
88 - الْجَامِع الله تَعَالَى يجمع الْخلق لِلْحسابِ كَمَا قَالَ الله تَعَالَى فِي كِتَابه الْعَزِيز {الله لَا إِلَه إِلَّا هُوَ} ليجمعنكم إِلَى يَوْم الْقِيَامَة لَا ريب فِيهِ {وَمن أصدق من الله حَدِيثا}
89 - الْغَنِيّ وَهُوَ الْغَنِيّ والمستغني عَن الْخلق بقدرته وَعز سُلْطَانه والخلق فُقَرَاء إِلَى تطوله وإحسانه كَمَا قَالَ تَعَالَى {وَالله الْغَنِيّ وَأَنْتُم الْفُقَرَاء}
90 - الْمُغنِي هُوَ الَّذِي أغْنى الْخلق بِأَن جعل لَهُم أَمْوَالًا وبنين كَمَا قَالَ تَعَالَى {وَأَنه هُوَ أغْنى وأقنى}
91 - الْمَانِع هُوَ الَّذِي يمْنَع مَا أحب مَنعه وَيُعْطِي مَا أحب عطاءه فَإِذا أعْطى فتفضل وَإِصْلَاح وَإِذا منع فحكمة وَصَلَاح لَا مَانع لما أعْطى وَلَا معطي لما منع
92 - الضار النافع هَذَا كَمَا كُنَّا قدمنَا من الاسمين اللَّذين ضممنا بَينهمَا وَذكرنَا أَن الْجمع بَينهمَا أدل على الْقُدْرَة وَتَمام الْحِكْمَة وَكَذَلِكَ كل اسْمَيْنِ يؤديان بمجموعهما عَن معنى وَاحِد وَالله تَعَالَى ذكره يضر وينفع وَيُعْطِي وَيمْنَع وَدلَالَة مجموعهما أَن الْخَيْر وَالشَّر بِيَدِهِ وَأَنه مسبب كل خير ودافع كل شَرّ وَأَن الْخلق تَحت لطفه يرجون كرمه
الصفحة 63
98