خيراً له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له» (¬1) .
ثم قال - عز وجل -: {سابقوا إلى مغفرة من ربكم} أمر بالمسابقة، وقد جاء الأمر في آية أخرى بالمسارعة فيجمع الإنسان بين المسابقة وهي شدة العدو في حال السير، وبين المسارعة يعني المبادرة إلى فعل الخير {إلى مغفرة من ربكم} وذلك بفعل أسباب المغفرة، ومن أسباب المغفرة أن تسأل الله المغفرة، تقول: اللهم اغفر لي، أو تقول: أستغفر الله وأتوب إليه، ومن أسباب المغفرة فعل ما تكون به المغفرة كقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله ما تقدم من ذنبه» (¬2) وكقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيمن توضأ فأسبغ الوضوء ثم صلى ركعتين لا يحدث بهما نفسه، غفر الله بهما ما تقدم من ذنبه (¬3) ، وكقوله صلى الله عليه وسلم: «من قال سبحان الله وبحمده، مائة مرة غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر» (¬4)
والأمثلة على هذا كثيرة، {وجنة} هي دار النعيم التي أعدها الله - عز وجل - للمتقين، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فيها فاكهة ونخل ورمان، وعسل ولبن وغير ذلك،
¬_________
(¬1) أخرجه مسلم، كتاب الزهد والرقائق، باب المؤمن أمره كله خير (2999) .
(¬2) أخرجه البخاري، كتاب الإيمان، باب صوم رمضان احتساباً من الإيمان (38) ومسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب الترغيب في قيام رمضان (759) .
(¬3) أخرجه البخاري، كتاب الوضوء، باب المضمضة في الوضوء (164) ومسلم، كتاب الطهارة، باب صفة الوضوء وكماله (226) .
(¬4) أخرجه البخاري، كتاب الدعوات، باب فضل التسبيح (6405) ومسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة، باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء (2691) ..