كتاب رسالة مهمة للإمام المجاهد العلامة عبد العزيز بن محمد بن سعود

فصل
والله تعالى عز شأنه، قد فسر هذا الدعاء في مواضع أخرى بأنه عبادة محضة، كقوله: {وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ} (1)
وقوله: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} (2) والأنبياء والملائكة والصالحون كل معبود من هؤلاء داخل في عموم قوله سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} (3) كما هو سبب النزول.
وقوله عز شأنه: {لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} (4) فدعاؤهم آلهتهم هو عبادتهم لها، ولأنهم كانوا إذا جاءتهم
__________
(1) سورة الشعراء آية 93،92.
(2) سورة الأنبياء آية 98.
(3) سورة الأنبياء آية 101.
(4) سورة الكافرون آية 2.

الصفحة 31