كتاب درء اللوم والضيم في صوم يوم الغيم

قلنا: لو فهمت ما قلت ما قلت! فما حملناه بلا دليلٍ، وإنما حملناه بدليلنا لنجمع بين الأحاديث، والفقهاء يحملون الحديث على صورٍ بعيدةٍ ليجمعوا بين الأحاديث.
وأما حديث طلقٍ فيرويه محمد بن جابر، قال يحيى بن معين: ليس بشيءٍ. وقال أحمد بن حنبل: لا يحدث عنه إلا شرٌّ منه. فقرت عين الخطيب!.
وقال الفلاس: هو متروك الحديث. وقال ابن حبان: كان يلحق في كتبه ما ليس من حديثه، ويسرق ما ذوكر به فيحدث به.
وأما حديث ابن عباس الذي زعم الخطيب أنه أولى من حديث ابن عمر فنبين بما نذكره فساد زعمه من أربعة أوجه:
أحدها: أن حديث ابن عمر في الصحاح كلها، وهذا ليس في الصحاح.
والثاني: أنا قد ذكرنا تضعيف راويه، وهو: سماك بن حرب.
والثالث: أنه قد اختلف على سماك فيه: فرواه سفيان وغيره عن سماك عن عكرمة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرسلاً. قال أبو داود: وقد رواه جماعةٌ كذلك، ورواه وكيع عن سفيان عن سماكٍ قوله.

الصفحة 110