فصلٌ: وما زال أبو بكر الخطيب يميل على مذهبنا في تصانيفه ميلاً ظاهراً ينبئ عن حقدٍ.
ومن أعجب ما رأيت له: مسألة صوم يوم الغيم، فإنه أظهر فيها تعصباً زائداً في الحد، وتكلم فيها بكلام العوام الذين يقصدون التشفي من الأعداء، وقبح قول من يقول بها، كأنه ما قالها إلا أحمد بن حنبل وحده، وهو يروي أنه قد قال بها جماعةٌ من الصحابة والتابعين، ثم قال: ((أجمع علماء السلف على أن صوم يوم الشك غير واجبٍ، وهو إذا كانت السماء متغيمةً)).
وهذا ضد ما علمه ورواه! ثم نسي أن جماعةً من الفقهاء الأعلام انفردوا بمسائل وما شنعت عليهم، وأحمد فلم ينفرد. وأخذ هو يشنع بالمحال، ويقول: (خالف تعرف)، ويقول: (هذا خلاف الأحاديث