كتاب يثرب قبل الإسلام

116 ...
عقيماً، وكانوا يهتمون بختان الأطفال، ويفعلون ذلك في اليوم الثامن من مولد الطفل (1).
وإلى جوار هذه العادات كانوا يتصفون بصفات ذكرها القرآن الكريم، وذمهم بها، كالغدر، ونقض العهود، وسفك الدماء، والوقيعة بين الناس، ومخالفة ما فرض الله عليهم، والجبن إلى غير ذلك.
قال تعالى: (إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون الذين عاهدت منهم، ثم ينقضون عهدهم في كل مرة، وهم لا يتقون، فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون) (2).
وقال تعالى: (وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله، وبالوالدين إحساناً، وذي القربى واليتامى والمساكين، وقولوا للناس حسناً، واقيموا الصلاة وآتوا الزكاة، ثم توليتم إلا قليلاً منكم وأنتم معرضون، وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم، ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون، ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم، وتخرجون فريقاً منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان، وإن يأتوكم أسرى تفادوهم، وهو محرم عليكم إخراجهم، أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض، فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا، ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب، وما الله بغافل عما تعملون) (3).
وقال الله تعالى: (ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائماً، ذلك بأنهم قالوا: ليس علينا في الأميين سبيل، ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون) (4).
وقال - جل شأنه -: (وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية، فكلوا منها حيث ...
__________
(1) نفس المرجع والصفحة.
(2) الأنفال: 55 - 57.
(3) البقرة: 83 - 85.
(4) آل عمران: 75.

الصفحة 116