كتاب يثرب قبل الإسلام
12 ...
اختطها منهم رجل يقال له: (يثرب بن بائلة بن مهلهل بن عبيل) (1).
ويرى الدكتور جواد أن العماليق سكنوها بعد عبيل حيث يقول:
ثم إن قسماً من العماليق انحدروا الى يثرب، فأخرجوا منها عبيلا (2).
ويروي السمهودي قصة في أول عمارة الأرض بعد الطوفان فيقول: أسند الكلبي عن ابن عباس أن مخرج الناس من السفينة نزلوا طرف بابل، وكانوا ثمانين نفساً، فسمي الموضع سوق الثمانين، قال: وطول بابل مسيرة عشرة أيام وإثني عشر فرسخاً، فمكثوا بها حتى كثروا، وصار ملكهم نمرود ابن كنعان بن حام، فلما كفروا بلبلوا - تبلبلت ألسنتهم - فتفرقت السنتهم على اثنين وسبعين لساناً، ففهم الله العربية منهم عمليق وطسم بن لوذ بن سام، وعادا وعبيلاً بن عوض بن آرم بن سام، وثمود وجديس ابني جائق بن إرم ابن سام، وقنطور بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام، فنزلت عبيل يثرب. ويثرب اسم ابن عبيل، ثم أخرجوا منها، فنزلوا الجحفة، فجاءهم سيل أجحفهم فيها، فلهذا سميت الجحفة.
ثم قال: قال أبو القاسم الزجاجي: أول من سكن المدينة عند التفرق، يثرب بن قانية بن مهلائيل بن إرم بن عبيل بن عوض بن إرم بن سام ابن نوح - عليه السلام - وبه سميت يثرب (3).
ونستطيع بعد هذا أن نقول إنه ليست لدى أي باحث نصوص يستطيع الإعتماد عليها في إثبات أول من اختط يثرب وأنشأها وإنما هي روايات ذكرها الإخباريون، يمكن على ضوئها القول بأن هذه الأجناس من البشر سكنتها في الأزمان الغابرة ولكن لا يمكننا بالتحديد أن نجزم بمن سكنها منها أولاً.
وإذا استطعنا أن نعرف الأزمان التي كان فيها كل فريق منهم نستطيع أن نحدد من منهم الذي سيق إليها واختطها.
والوسائل التي نستطيع بها تحديد ...
__________
(1) المفصل (1/ 343).
(2) نفس المرجع والصفحة.
(3) وفاء الوفاء (1/ 156).
الصفحة 12
224