127 ...
العلاقات بين يثرب ومدن الحجاز
ويعني بمدن الحجاز هنا مكة والطائف وخيبر، وكانت هذه المدن في تلك الفترة هي أهم مدن الحجاز وأشهرها، وكانت العلاقات بينها وبين يثرب قائمة على أساس الإحترام والمنافع المتبادلة، وكانت على العموم علاقات حسنة وطيبة.
فمكة قرية مقدسة من قديم الزمان فيها الكعبة بيت الله، فحصلت بذلك على مركز ديني لا تتطلع إليه قرية في الجزيرة مهما كانت منزلتها، كما أن أشرف القبائل العربية وأكبرها كانت تسكن مكة وتتخذها وطناً وكانت قوافل التجار تخرج من مكة إلى الشام فتمر بيثرب فتجد فيها الحماية لتجارتها والقرى لرجالها، كما كانت يثرب ترسل إلى مكة فتبتاع منها ما تحتاجه من البطاعة التي كانت تجلب إلى مكة من البلاد المختلفة.
وأما الطائف فهي مصيف أهل مكة ومنتزههم، وبها بساتينهم ومزارعهم، وكانت يثرب تتبادل معهاالحاصلات الزراعية (1).
وكذلك كانت خيبر مدينة زراعية شهيرة في ذلك الزمان، وكانت نوافل التجار من يثرب وغيرها تمر بها في طريقها إلى الشام كما كانت يثرب تمتار منها ما ينقصها من الحاصلات، ويظهر أن سكنى اليهود لخيبر كان من أسباب حسن العلاقات مع يثرب حيث كان يسكنها أكبر جالية يهودية في شمال الجزيرة.
وهكذا كانت علاقات أهل يثرب جميعاً طيبة مع مدن الحجاز (2).
علاقات يثرب بالدول خارج الجزيرة
على أن يثرب رغم المنازعات الداخلية التي حدت من نشاطها، وحالت بينها وبين التمتع بالإمتيازات التي كان من الممكن - لولا هذه ...
__________
(1) مكة والمدينة، ص 352.
(2) نفسه، ص 51.