149 ...
والبطيخ، وأنواع من الخضروات كالقرع - الدباء - واللوبياء - والسلق - والبصل - والثوم - والقثاء.
فأما التمر فكان الغلة الرئيسية في يثرب، ولهذا كانوا يثرون من غرس النخيل، حيث كانت النخلة بركة عليهم، فكل أجزائها ينتفع به، فالجذوع أعمدة وعيدان للسقوف، ويطرحون الجريد فوق الجذوع فتصبح سقوفاً للمنازل، وأما الشوك والكرائيف فكان وقوداً جيداً، وكانوا يأكلون الجمار (1) كما كانوا يأكلون الرطب والتمر، ثم يطحن النوى فيصير طعاماً لمواشيهم (2) ومن الخوص يصنعون القفف والمكاتل.
وكما كان التمر طعاماً لهم كان عملة يتعاملون بها فيما بينهم، فكانوا يجعلونه أجراً للعامل (3)، ويسددون به الديون (4).
وتمر يثرب كثير الأنواع متعدد الأصناف مختلف في الجودة، فمنه الجمع الرديء، ومنه الجنيب الجيد (5) وبين هذين أنواع عدة، فالصيحاني، وابن طاب، وعذق زيد، والعجوة والصرفان وهو نوع أحمر وهو أوزن التمر كله (6) كل هذه أنواع معروفة في يثرب، وقد كان ليهود بني النضير نوع فاخر من التمر يقال له اللوز، أصفر شديد الصفرة ترى النواة فيه من اللحمة (7).
والشعير يأتي في الدرجة الثانية من غلاتهم، وكانوا يصنعون منه الخبز يأكلونه، كما كانوا يعطمون منه مواشيهم، ولم يكن القمح معروفاً عندهم مثل الشعير، وإن كان يوجد في بعض الأماكن، وكان نادراً، حتى أنه لما جاء الإسلام، وفرضت زكاة الفطر لم يكن معروفاً بين الأصناف التي ذكرها ...
__________
(1) البخاري بشرح ابن حجر (4/ 45) والجمار قلب النخلة.
(2) ابن هشام (م/1 - 618).
(3) البخاري بشرح ابن حجر (4/ 405).
(4) نفسه (5/ 59).
(5) نفسه (4/ 399).
(6) مكة والمدينة، ص 358.
(7) نفسه.