164 ...
وكان ليثرب أربعة أسواق:
أحدهما:
في الشمال الغربي ويعرف بسوق زبالة، وظلت هذه السوق عامرة بنزل بها التجار، حتى جاء الإسلام فعظم شأنها، وزادت أهميتها وبخاصة لما ساءت العلاقات بين المسلمين واليهود، واتخذها المسلمون سوقاً لهم (1)، وتركوا سوق بني قينقاع.
والثاني:
في الجنوب في قباء وتعرف بسوق العصية.
والثالث:
في وسط يثرب، عند جسر بطحان، ويعرف بسوق بني قينقاع، وكان يقوم في السنة مراراً، ويقصده الناس والشعراء فيتفاخرون فيه وينشدون الأشعار، ويروي السمهودي عن ابن شبة خبراً في اجتماع حسان بن ثابت والنابغة الذبياني وقيس ابن الخطيم (2)، ويعرف باسم حباشة أيضاً، ففي القاموس، حباشة كثمامة سوق كانت لبني قينقاع (3) وكانت سوقاً عظيمة تكثر فيها الحركة وتسمع منها ضجة البيع والشراء والتعامل (4) وظلت هذه السوق قائمة حتى مجئ الإسلام، ثم تحول عنها المسلمون إلى سوق المدينة التي خطها لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
والرابع:
ويقع بين قباء وجسر بطحان من جهة الشرق، ويعرف باسم مزاحم نسبة إلى أطم بناه هناك عبد الله بن أبي بن سلول وسماه (مزاحماً) وفيه يقول السمهودي: (مزاحم - بالضم وكسر الحاء المهملة - أطم كان بين ظهراني بيوت بني الحبلى وكان زقاق ابن حيين (وهو) سوق يقوم في الجاهلية وأول الإسلام ياقل لموضعه مزاحم) (5).
...
__________
(1) نفسه، (747).
(2) نفسه، (4/ 1238).
(3) القاموس، مادة (حبش).
(4) الأغاني: (21/ 62) التقدم.
(5) السمهودي، (4/ 1306).