كتاب يثرب قبل الإسلام

17 ...
ومزارع خضرة، وبساتين تنبت أشجار الفاكهة والنخيل (1). وفي الشمال الشرقي ليثرب يقع جبل أحد وسمي بذلك لتفرده وعدم اتصاله بجبال أخرى (2) كذلك يقع جبل سلع في الشمال الغربي ليثرب حيث يجري وادي بطحان ويلتقي به وادي قناة.
يقول الدكتور جواد: ويظهر من وصف أهل الأخبار ليثرب، أنها كانت تشبه مدينة (الحيرة) بالعراق، من حيث خلوها من سور، ومن تكونها من (قصور)، وهي بيوت السادة ومعاقل المدينة ومواضع دفاعها آناء الشدة وأوقات الحروب، وقد عرفت - هذه القصور - بـ (أطم) و (آطام) عند أهل يثرب، وذكر أن الأطم، كل حصن بني بحجارة أو كل بيت مربع مسطح، ووردان (الآطوم) القصور حصون لأهل المدينة، والأبنية المرتفعة كالحصون (3) ويمتاز جو يثرب بالجفاف معظم أيام العام، وهو عموماً أفضل من جو مكة، وألطف منه، ولم يعان أهل يثرب ما عاناه أهل مكة من قلة الماء حتى بعد حفر (بئر زمزم) لأن الماء في يثرب متوفر وقريب من سطح الأرض ويمكن الوصول إليه بسهولة عن طريق حفر الآبار التي كانت عامة في كل بيت من بيوت يثرب.
وكان لهذه الميزات أثر كبير في حياة السكان، حيث أمكنهم إنشاء البساتين وتخطيط الحدائق ومكن ذلك السكان من إيجاد أماكن للنزهة عريكة، واشرح صدراً من أهل البيت الحرام (4).
وتعتبر المنطقة الواقعة بين يثرب وقباء أخصب المناطق، حيث تكثر فيها البساتين التي تغذي يثرب بجل خضرها وفاكهتها، وهي لهذا أيضاً كانت منتزه أهل يثرب ومصحتها في مختلف العصور، فكان الناس يخرجون إليها ...
__________
(1) في منزل الوحي، ص 610
(2) مكة والمدينة، ص 288
(3) المفصل (4/ 132).
(4) نفس المرجع والصفحة.

الصفحة 17