كتاب يثرب قبل الإسلام
174 ...المكاييل أكثر من حاجتهم إلى الموازين، والمكاييل التي كانت تستعمل في يثرب هي:
المدُ، الصاع، الفرق والوسق، والمد هو الوحدة الرئيسية لهذه المكاييل، بمعنى أنها كلها ترجع إليه.
1 - والمد: حدده صاحب القاموس بملء كفي الرجل المعتدل إذا ملأهما ومد يديه بهما، قال: وبه سمي مداً، وهو: رطل وثلث.
2 - والصاع: أربعة أمداد، أي أربع حفنات بكفي الرجل الذي ليس بعظيم الكفين ولا صغيرهما. وهو خمسة أرطال وثلث.
3 - والفرق: ثلاثة آصع، أي إثنتا عشرة حفنة كما سبق. وهو ستة عشر رطلاً.
4 - والوسق: ستون صاعاً اي مائتان واربعون حفنسة (1) وهو ثلاثمائة وعشرون رطلاً.
وأحب هنا أن أنبه على أن الأستاذ الشريف قد وهم فظن المد صاعاً، حتى يقول: وكانت المكاييل أنواعاً وحدتها المد، وهو أربع حفنات، بحفنة الرجل الأوسط، كما نقل عن صاحب القاموس أن الفرق سبعة عشر رطلاً وثلاثة ارباع الرطل (2)، وقد راجعت القاموس، فوجدته ذكر في مادة (فرق) قال: ومكيال بالمدينة يسع ثلاثة آصع أو يسع ستة عشر رطلاً.
وأما الموازين فكان استعمالها قليلاً عند أهل يثرب، فقد يحتاجون إليها عند مزاولة التجارة، أو العمل بالصرف، والموازين المستعملة عندهم هي: القبيراط الدائق، الدرهم - المثقال - النواة - الأوقية - الرطل - والقنطار.
وهذه الموازين ليست كلها عربية، بل فيها ما هو فارسي الأصل وهو الدانق، ومنها ما هو يوناني وهو الدرهم، ومنها ما هو آرامي وهو الرطل، ولو اعتبرنا الوحدة الأساسية للوزن هي القيراط، يكون تديد كل وزن منها كما يأتي:
...
__________
(1) القاموس مادة (مدد صوع، فرق، وسق).
(2) مكة والمدينة، ص 374.
