كتاب يثرب قبل الإسلام

176 ...
وهذه الطريقة معروفة عندهم عندهم وكانت أكثر معاملاتهم بها لأن الأعراض متوفرة لديهم، وقد يوجد عند بعض الناس ما لا يوجد عند بعضهم الآخر فيتقايضون ليحصل كل على ما يحتاج غليه ما هو متوفر عند غيره.
الثانية: التعامل بالنقد، وهو ما يعطى من الثمن معجلاً، ويقصد به الدراهم أو الذهب والفضة مطلقاً (1)، وكان التعامل بينهم بالدينار والدرهم، والدنانير تضرب عادة وفي الغالب في بلاد الروم ومن الذهب، ويرسم عليها صورة الملك الذي ضربت في عهده ويكتب عليها اسمه بالرومية، ولهذا سمتها العرب الهرقلية نسبة إلى هرقل قيصر الروم.
وأما الدراهم فكانت تضرب غالباً في بلاد الفرس وتؤخذ من الفضة، ويرسم عليها صورة كسرى ويكتب اسمه عليها بالفارسية وبعض الدراهم والدنانير لم تكن منقوشة ولا مضروبة، وكانت ترد من بلاد اليمن ومن بلاد المغرب.
والعرب كانوا يعتمدون في معاملاتهم الخارجية على الدراهم والدنانير، حيث كان تجارتهم يجلبونها من الخارج عندما يبيعون بضائعهم ويأخذ ونهاثمناً لها، وكذلك كان تجار هذه البلاد يحضرون إلى بلاد العرب ليستبضعوا منهم، ويدفعون الدراهم والدنانير ثمناً للبضاعة التي يشترونها.
ولما كانت الدراهم والدنانير غير متوفرة دائماً بأيدي العرب، اعتمدوا في معاملاتهم على الوزن في الذهب والفضة (2).
رابعاً: الصناعة
الصناعة من أهم مقومات الاقتصاد في الدول، وبخاصة إذا توفرت الأيدي العاملة، ووجدت المواد الأولية التي تحتاج إليها في الصناعة وقد توفرت في يثرب ثروة زراعية اعتمدت عليها في بعض الصناعات التي قامت ...
__________
(1) نفسه مادة (نقد).
(2) مكة والمدينة، ص 375.

الصفحة 176