كتاب يثرب قبل الإسلام

180 ...
وكما وجد الصناع الذين يقومون بصناعة هذه الآلات العسكرية، فقد وجد من الصناع من يقوم بجلاء الأسلحة وصقل السيوف (1).
3 - صناعة الحلي والزينة:
وهذه صناعة تخصص فيها اليهود، واشتهر منهم بنو قينقاع، وكانت لهم سوق في وسط يثرب عند جسر بطحان، يصنعون فيه صناعتهم، ويبيعون فيه ما يصنعونه من الحلي، من أساور وأقراط وخلاخيل ودمالج، وخواتم وفتحات (الخاتم لا قص فيه) (2).
كانوا يصنعون ذلك من الذهب أو من الفضة.
كما يصنعون بعض العقود من الجواهر الثمينة، ومن الجزع الظفاري، وهو خرز ثمين القيمة، جميل المنظر به الوان منها الأبيض ومنها الأسود.
ويبدوا أن العرب لم يشاركوا اليهود في تلك الصناعة، لأنه لم يعرف أحد منهم احترفها، ولم يشتهر أحد منهم كان يتاجر فيها، ولكنها كانت حكراً عليهم (3).
وكان نساء يثرب يذهبن إلى سوق بني قينقاع ليشترين ما يلزمهن من الحلى، كما كان أهل البادية وغيرهم من سكان مدن الحجاز يقدمون إلى يثرب، فيأخذون منها الحلي لنسائهم وبناتهم، وكان اليهود بعامة يملكون الكثير من هذا الحلي للزينة والتجارة (4).
4 - صناعات عامة:
الصناعات العامة ضرورة تقتضيها حياة الناس ومعاشهم، لأن الناس يحتاجون إلى مساكن يأوون إليها، كما يحتاجون إلى ثياب تقيهم الحر ...
__________
(1) مكة والمدينة، ص 378.
(2) المنجد، مادة (فتح).
(3) المغازي (1/ 179).
(4) مختصر سيرة الرسول، ص 311.

الصفحة 180