كتاب يثرب قبل الإسلام
23 ...
السُّكّان
تعاقب على أرض يثرب كثير من السكان، عرف بعضهم وتكلم عنه كثير من المؤرخين، وبعضهم لا زال مجهولاً ذكر بعض المؤرخين أسماءهم، دون أن يكتبوا أو يذكروا عنهم شيئاً لا من حيث الأصل، ولا من حيث طريقة تعايشهم واتصالهم بغيرهم ممن جاورهم في جزيرة العرب، ولا من حيث الأحوال الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية التي كانوا يتعاملون بها، سواء كان ذلك فيما بينهم أو مع غيرهم، ونذكر منهم.
1 - صعل وفالج
فهناك شبه إجماع من المؤرخين الذين تناولوا تاريخ يثرب على أن أول من سكنها بعد غرق قوم نوح يقال لهم: صعل وفالج، موأن نبي الله داود - عليه السلام - غزاهم وأخذ منهم أسرى.
وجدت ذلك في أخبار المدينة لابن زبالة المتوفي في أواخر القرن الثاني الهجري، كما وجدته في عمدة الأخبار للعباس المتوفي في القرن العاشر الهجري، ونصت عليه كتب أرخت بين هذه المصدرين، كأخبار مدينة الرسول لابن النجار المتوفي عام 573هـ.
ووفاء الوفا للسمهودي المتوفي عام 911 هجرية - تحقيق الخبر -. والذي يلفت النظر في النص السابق أن الذي غزاهم هو نبي الله داود - عليه السلام - ومعلوم أن داود من أنبياء بني إسرائيل وأنه كان بعد موسى - عليه السلام - وعلى دينه.
ثم إننا نرى هذه الكتب نفسها تنص على أن العماليق كانوا يسكنون ...
الصفحة 23
224