كتاب يثرب قبل الإسلام

27 ...
العربية، فتكلموا بها، فأولئك الذين يقال لهم العرب: وهم العرباء من خصوص بن سام بن نوح، فمنهم، عاد وعبيل، وثمود وجديس، وطسم وعمليق (1).
وما عدا ذلك، فلا نعرف عنهم شيئاً، فنحن لا نعرف عن النظام الداخلي لهم، ولا عن وضعهم الاجتماعي. ولا نعرف كيف كانت صلتهم بغيرهم ممن عاصرهم، وعاشرهم شيئاً كل ما نستطيع أن نقول به أخذاً مما أورده السمهودي والعصامي من الشعر الذي رثوا به أنهم كانوا يعتمدون على الزراعة في حياتهم الاقتصادية فالسمهودي يروي قول الشاعر:
غرسوا لينها بمجرى معين ... ثم حفوا النخيل بالآجام
والعصامي يروي نفس البيت مع اختلاف في بعض الكلمات، فيقول:
غرسوا لينها ببحر معين ... ثم حفوا الفسيل بالآجام
يقول الدكتور جواد علي: (وعبيل مثل أميم، لا نعرف من أمرهم غير نتف ذكرها الإخباريون الذين زعموا أنهم إخوان عاد بن عوض، أو إخوان عوض، ابن إرم وأنهم لحقوا بموضع (يثرب) حيث اختطوا (يثرب) وكان الذي اختطها منهم رجل يقال له:
(يثرب بن باثلة بن مهلهل بن عبيل) ثم أن قسماً من العماليق انحدروا الى يثرب فأخرجوا منها عبيلاً، فنزلوا موضع الجحفة، فأقبل سيل فاجتحفهم، فذهب بهم، فسميت الجحفة (2).
3 - العماليق
وممن سكن المدينة بعد عبيل العماليق، وهم أولاد عمليق بن لاوذ ابن سام بن نوح (3) أو هم بنو عملاق بن أرفخشذ بن سام بن نوح - عليه ...
__________
(1) المصدر نفسه، ص 131 - 132.
(2) المفصل (1/ 343).
(3) معجم البلدان (4/ 461).

الصفحة 27