كتاب يثرب قبل الإسلام
28 ...
السلام (1) - على اختلاف بين المؤرخين في نسبهم، ولكنهم يلتقون جميعاً عند سام بن نوح.
والعماليق عرب خلص من العرب البائدة، ويقال أنهم أول من تكلم باللسان العربي حين ارتحلوا من بابل حتى قيل لهم: (العرب العاربة) (2) ويبدو أنهم كانوا ضخام الأجسام، كما يدل عليه الإسم.
يقول الأستاذ فؤاد حمزة: (العمالقة قبائل عربية بائدة، يضرب بأفرادها المثل بكبر الأجسام) (3) ويكاد يتفق المؤرخون أن العمالقة كانوا منتشرين في أنحاء الجزيرة المختلفة بل وجاوزوها إلى الشام حتى قالوا: إن جبابرة الشام - الكنعانيين - من العماليق، وفراعنة مصر كذلك من العماليق.
يقول الطبري: (عمليق أبو العماليق كلهم، وهم أمم تفرقت في البلاد، وكان أهل المشرق، وأهل عُمان وأهل الحجاز، وأهل الشام، وأهل مصر منهم، ومنهم كانت الجبابرة بالشام الذين يقال لهم الكنعانيون، ومنهم كانت الفراعنة بمصر، وكان أهل البحرين وأهل عمان منهم أمة يسمون (جاسم) وكان ساكنوا المدينة منهم بنو هيف، وسعد بن هزان وبنو مطر، وبنو الأرزق منهم، وأهل نجد منهم، وبديل وراحل وغفار، وأهل تيماء منهم، وكذلك ملك الحجاز منهم (4).
وزعم ياقوت أنهم أول من زرع بالمدينة، واتخذ بها النخل، وعمر بها الدور والآطام واتخذ بها الضياع (5) ولا نسلم مع ياقوت بصحة هذا القول، حيث ثبت أنهم لما دخلوا يثرب وجدوا فيها عبيلاً فأخرجوهم منها، وسكنوا في مساكنهم. ويقول ياقوت: (وكان ساكنوا المدينة منهم بنو هيف وسعد ابن هفان، وبنو مطرويل، وكان بنجد منهم بنو بديل بن راحل وأهل تيماء ...
__________
(1) المفصل (ص 345).
(2) الطبري (1/ 207 - 208).
(3) قلب جزيرة العرب، ص 224.
(4) تاريخ الأمم (1/ 103).
(5) معجم البلدان (4/ 461).
الصفحة 28
224