كتاب يثرب قبل الإسلام
50 ...
2 - مخاطبتهم بلفظ بني إسرائيل، والمعروف أن إسرائيل هو يعقوب - عليه السلام - ويعقوب لم يسكن جزيرة العرب، ولم يكن عربي الأصل، وذلك يدل على أن اليهود ليسوا عرباً تهودوا، وإنما هم طارئون على بلاد العرب.
ويجدر بنا أن ننبه إلى أنه ليس في الحجاز قبائل عربية يهودية الدين، وأن العرب الذين تهودوا في الحجاز لم يكونوا سوى أفراد، ولم يكونوا جماعة قبلية محسوسة (1).
3 - عدم ذكر النسابين العرب القبائل اليهودية بين الأنساب العربية، مما يدل دلالة واضحة على أن اليهود ليسوا عرباً إذ لو كانوا عرباً لما قبلوا أن ينتسبوا إلى غير قبائلهم، والمعلوم أن العرب كانوا يأنفون من الانتساب إلى غير قبائلهم بل كانوا يحرصون حرصاً شديداً على المحافظة على أنسابهم، والافتخار بها.
وفي نفس الوقت نرى النسابين قد ذكروا القبائل العربية التي تهودت في اليمن، والقبائل العربية التي تنصرت في الشام، وردوها إلى نسبها العربي الصحيح، ولو كان يهود يثرب والحجاز معرباً تهودوا لذكرهم النسابون، وردوهم إلى قبائلهم كذلك وإننا لنلاحظ أن اليهود لم ينسبوا أنفسهم إلى العرب، بل حرصوا على المحافظة على نسبهم ببني إسرائيل، فكان بنو قينقاع ينتسبون إلى يوسف - عليه السلام - وينقل السمهودي عن ابن حجر، أنهم من ذرية يوسف الصديق - عليه السلام (2) - كما يعرف بنو النضير وبنو قريظة (بالكاهنيين) وهما ينتسبان إلى كاهن بن هارون أخي موسى عليه السلام (3).
4 - للتشابه الكبير بينهم وبين اليهود السابقين على عصرهم في الجانب الأخلاقي، فإننا نلاحظ مواقف واحدة، لولا اختلاف الزمان والمكان والأحداث، لما استطاع أحد أن يفرق بينهما، فقد كانت عداوتهم لأنبيائهم ...
__________
(1) مكة والمدينة، ص 299.
(2) وفاء الوفا (1/ 164).
(3) الأغاني، (19/ 94/ 95).
الصفحة 50
224