كتاب يثرب قبل الإسلام

56 ...
5 - العرب
عرفنا فيما سبق أنه قد سكن يثرب قبل اليهود جموع من العماليق، وأن اليهود قد نزلوا على طوائف من العرب كانوا ساكنين بها وكان بعضهم من العماليق، وحديثنا هنا سيكون عن الأوس والخزرج خاصة، لأنهم هم الذين نزلوا يثرب، وكان بها اليهود، وكانوا أصحاب الحول والطول في ذلك الزمان.
الأوس والخزرج؟
الأوس والخزرج إبنا حارثة بن ثعلبة العنقاء بن عمرو مزيقياء، بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة الهلول، بن مازن بن الأزد بن الغوث (1).
وهما من أهل اليمن وأخوان لأب واحد هو حارثة بن ثعلبة المذكور، وهما أحد فروع الأزد اليمنية، وأمهما (قيلة) بنت الأرقم بن عمرو بن جفنة بن عمرو مزيقياء، وإلى أمهم انتسبوا فعرفوا بأبناء (قيلة) (2).
وانقسم كل من الأوس والخزرج إلى خمسة بطون، وانقسمت هذه البطون إلى بطون أصغر منها وإلى عشائر وفخوذ حتى بلغت أقسام القبيلتين أكثر من أربعين بطناً (3).
بطون الأوس الكبرى:
لم يلد الأوس إلا ولداً واحداً هو مالك بن الأوس ومن مالك هذا تفرقت قبائل الأوس وبطونها ولما حضرت الأوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو الوفاة، اجتمع عليه قومه، فقالوا: قد حضر من أمر الله ما ترى، وقد كنا نأمرك في شبابك أن تتزوج فتاة، وهذا أخوك الخزرج له خمسة بنين وليس لك ولد غير مالك، فقال: لن يهلك هالك، ترك مثل مالك، إن الذي يخرج النار من الرينة قادر أن يجعل لمالك نسلاً، ورجالاً بسلاً، وكل إلى موت ثم ...
__________
(1) معجم البلدان (4/ 385).
(2) المعارف، ص 110.
(3) مكة والمدينة، ص 309.

الصفحة 56