كتاب يثرب قبل الإسلام

59 ...
وذكر ابن حزم أن بني السلم انقرضوا جميعاً، وقد بلغ عدد المقاتلين منهم في الجاهلية ألف مقاتل (1) وقد سكن بنو واقف بالعوالي بالقرب من مسجد الفضيح بين منازل قريظة والنضير وكان معهم السلم حتى فارقهم ونزل على بني عمرو بن عوف كما قدمنا.
5 - جشم بن مالك بن الأوس ومنه بطن واحدة وهم بنو خطمة، وخطمة هو عبد الله بن جشم بن مالك بن الأوس، وكان بنو خطمة متفرقين في آطامهم، لم يكن في قصبة دارهم منهم أحد، فلما جاء الإسلام اتخذوا مسجدهم وابتنى رجل منهم عند المسجد بيتاً يسكنه فكانوا يسألون عنه كل غداة مخافة أن يكون السبع عدا عليه، ثم كثروا في الدار حتى كان يقال لهم غزة، تشبيهاً بغزة الشام من كثرة أهلها (2).
وكانت مساكن بني خطمة بالعوالي بين مسجد الفضيح وبين قباء، وكانوا مجاورين لبني أمية من جهة الجنوب (3).
ولكن السمهودي يروي عن المطري، فيقول: (منازل بن خطمة لا يعرف مكانها اليوم، إلا أن الأظهر أنهم كانوا بالعوالي شرقي مسجد الشمس الفضيح) لأن تلك النواحي كلها ديار الأوس (4). وذكر السمهودي نقلاً عن رزين عن الشرقي أنه قال: (فولد الأوس مالكاً، ومن مالك قبائل الأوس كلها، فولد لمالك عمرو وعوف ومرة، ويقال لهم أوس الله) (5).
وإطلاق أوس الله على ثلاثة من أولاد مالك بن الأوس، وهم - عمرو وعوف ومرة - ليس صحيحاً لأن المعروف عند المؤرخين أن الذين يعرفون بأوس الله هم بنو وائل وبنو أمية أبناء زيد بن قيس بن عامر بن مرة ...
__________
(1) الجمهرة، ص 345.
(2) وفاء الوفا (1/ 198).
(3) مكة والمدينة، ص 310.
(4) وفاء الوفا (1/ 198).
(5) نفسه 197.

الصفحة 59