كتاب يثرب قبل الإسلام

76 ...
(الفيطون) وكانت اليهود والأوس والخزرج يدينون له، وكانت له فيهم سنًة ألا تزوج امرأة منهم إلا أدخلت عليه قبل زوجها، حتى يكون هو الذي يفتضها، إل أن زوجت أخت لمالك بن العجلان بن زيد السالمي الخزرجي، فلما كانت الليلة التي تهدى فيها إلى زوجها خرجت على مجلس قومها كاشفة عن ساقها وأخوها مالك في المجلس.
فقال لها: لقد جئت بسوءة بخروجك على قومك وقد كشفت عن ساقيك. قالت: الذي يراد بي الليلة أعظم من ذلك لأنني أدخل على غير زوجي، ثم دخلت إلى منزلها فدخل إليها أخوها، وقد أرمضه قولها. فقال لها: هل عندك من خيمر؟ قالت: نعم فما؟ قال: أدخل معك في جملة النساء على الفيطون، فإذا خرجن من عندك، ودخل عليك ضربته بالسيف حتى يبرد.
قالت: افعل، فتزيا بزي النساء، وراح معها، فلما خرج النساء من عندها، دخل الفيطون عليها، فشد عليه مالك بن العجلان بالسيف، حتى قتله، وخرج هارباً، حتى قدم الشام، فدخل على ملك من ملوك غسان، يقال له، أبو جبيلة، وفي بعض الروايات أنه قصد اليمن إلى تبع الأصغر ابن حسان فشكا إليه ما كان من الفطيون، وما كان يعمل في نسائهم، وذكر له أنه قتله وهرب، وأنه لا يستطيع الرجوع خوفاً من اليهود، فعاهده أبو جبيلة ألا يقرب امرأة، ولا يمس طيباً، ولا يشرب خمراً حتى يسير إلى المدينة، ويذل نمن بها من اليهود، واقبل سائراً من الشام في جمع كثير مظهراً أنه يريد اليمن، حتى قدم المدينة ونزل بذي حرض.
ثم أرسل إلى الأوس والخزرج أنه على المكر باليهود، عازم على قتل رؤسائهم، وأنه يخشى متى علموا بذلك أن يتحصنوا في آطامهم، وأمرهم بتكتمان ما أسره إليهم، ثم أرسل إلى وجوه اليهود أن يحضروا طعامه ليحسن إليهم ويصلهم، فأتاه أشرافهم ..
ووجوههم، ومع كل واحد منهم خاصته وحشمه، فلما تكاملوا أدخلهم في خيامه ثم قتلهم عن آخرهم، فصارت ...

الصفحة 76