كتاب يثرب قبل الإسلام

88 ...
ببعض) (1). وهذه الأيات توضح أن الأوثان آلهة كانت تعبد من دون الله كالأصنام تماماً، فلماذا أطلق عليها هنا لفظ الأوثان وأطلق عليها هناك كلمة الأصنام؟.
يقول ابن الكلبي: إذا كان معمولاً - أي ما يعبدون - من خشب أو ذهب أو فضة على صورة إنسان فهو صنم، وإذا كان من حجارة، فهو وثن (2). فالأوثان إذن كل ما كان منحوتاً من حجارة على صورة إنسان.
الأنصاب:
كلمة وردت في القرآن الكريم في آية واحدة هي:
(يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام، رجس من عمل الشيطان، فاجتنبوه لعلكم تفلحون) (3) والأنصاب هنا جمع نصب، وهي حجارة كان أهل الجاهلية ينصبونها حول الكعبة، ويذبحون لها، والذي يبدو أن هذه الحجارة كانت ساذجة -ليس فيها نقش ولا تصوير -ولهذا قال ابن جريح: (النصب ليست بأصنام، الصنم يصور وينقش، وهذه حجارة تنصب) (4).
والذي يقوي رأي ابن جريح، ويؤيد أن الأنصاب غير الأصنام ما روى ابن جرير الطبري عن مجاهد في قوله - تعالى -:
(وما ذبح على النصب) قال: النصب، حجارة حول الكعبة، يذبح عليها أهل الجاهلية، ويبدلونها إذا شاءوا بحجارة أعجب إليهم منها (5).
وأما ابن الكلبي فيقول فيها: وكانت للعرب حجارة غير منصوبة، ...
__________
(1) العنكبوت: 17،25.
(2) الأصنام: ص 53.
(3) المائدة: 90.
(4) تفسير الطبري (9/ 508).
(5) نفسه.

الصفحة 88