كتاب المدينة المنورة عاصمة الإسلام الأولى

خرجن في غزوة أحد، وفي غزوة خيبر، وفي غزوة حنين (1) ولم تكن مهنتهن
قاصرة على سقي المحاربين وعلاج المجروحين وإطعام الجائعين، بل
اشتركن في المعارك وقاتل بعضهن باليف، ومن لم يقاتل منهن كانت على
استعداد للتقال.
قال القسطلاني: وقاتلت أم عمارة نسيبة بنت كعب المازنية يوم أحد،
فخرجت أول النهار حتى انتهت إلى رسول الله قالت: قمت أباشر القتال،
وأذب عنه بالسيف، وأرمي عن القوس، حتى خلصت الجراحة إليئ، أصابني
ابن قمثة أقمأه الله.
لما ولى الناس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقبل يقول: دلوني على محمد،
لا نجوت إن نجا.
قالت: فاعترضت له، فضربني هذه الضربة، ولكن ضربته ضربات
على ذلك، ولكن عدو الله عليه درعان. فالت أم سعد بن الربيع: فرأيت
على عاتقها جرحا أجوف له غور (2).
وقد جرحت - رضي الله عنها - إثني عشر جرحا، بين طعنة برمح،
وضربة بسيف (3) ويقول ابن القيم: وقاتلت أم عمارة - وهي نسيبة بنت كعب
المازنية - قتالا شديدا، وضربت عمرو بن قمئة بالسيف ضربات، فوقته درعان
كانتا عليه، وضربها عمرو بالسيف فجرحها جرحا شديدا على عاتقها (4).
وعن أنس - رضي الله عنه - قال: لما كان يوم أحد انهزم الناس عن
النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم، وإنهما
لمشمرتان أرى خدم سوقهن، تنقلان القرب، وقال غيره: تنقلان القرب على
متونهما، ثم تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان تملانها، ثم تجيئان فتفرغانه
في أفواه القوم (5).
__________
(1) البخاري شرح ابن حجر (78/ 6).
(2) الواهب (1/ 96).
(3) الجلبية (2/ 243).
(4) زاد المعاد (2/ 236).
(5) البخاري (6/ 78).
108

الصفحة 108