كتاب المدينة المنورة عاصمة الإسلام الأولى

وعن أم عطية الأنصارية قالت: غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبع
غزوات، أخلفهم في رحالهم، فاًصنع لهم الطعام، وأداوي الجرحى، وأتوم
على المرضى (1).
وفي يوم حنين شوهدت أم سليم - رضي الله عنها - ومعها خنجر،
فراها أبو طلحة - زوجها- فقال: يا رسول الله، هذه أم سليم معها خنجر،
فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما هذا الخنجر"؟ قالت: اتخذته إن دنا مني
أحد من المشركين بقرت بطنه، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضحك (2).
هكذا عبأ الرسول الأمة الإسلامية كلها لتدافع عن عقيدتها، ولتقف
دون دولتها: وجعل كل فرد فيها يشعر بسمؤوليته أمام دينه، وبذلك كانوا على
استعداد لمواجهة العدو الخارجي الذي كان يتربص بهم الدواير.
تربية الجيش:
واهتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتربية الجيش تربية تعده وتمكنه من القيام
بالواجب والمهمة التي تنتظره، ولذلك كانت التربية تتناول جانبين هامين هما
أساس التربية الصحيحة - الجانب الجسمي والجانب الروحي.
التربية الروحية:
وذلك الجانب من التربية عظيم الأهمية، وهو ما يطلق عليه أحيانا رفع
معنويات الجنود، وهذه التربية يقوم بها القواد في جميع الجيوش، إلا أن
هناك فرقا واضحا بين ما نعني به هنا التربية الروحية، وبين ما يقوم به القواد
في تربيتهم جنودهم.
فكثير من القواد يلجؤون إلى آمال وهمية، وأحلام خادعة، وأماني
كاذبة، ليرفعوا بها معنويات جنودهم، وأكثر منهم الذين يعتقدون أن رفع
المعنويات يكون عن طرتق الترويح النفسي، والإشباع الجنسي إلى غير ذلك
__________
(1) مسلم (194/ 12).
(2) مسلم (12/ 188).
109

الصفحة 109