ويبين لهم أن ما أعده الله في الجنة المذكورة مضمون للشهداء الذين
يضحون بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله " إن الله اشترى من المؤمنين
أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة " (1). " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل
الله أمواتا، بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما! تاهم الله من فضله،
ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم، ألا خوف عليهم، ولا هم
يحزنون، يستبشرون بنعمة من الله وفضل، وأن الله لا يضيع أجر
المؤمنين " (2).
وهكذا ربى الإسلام جنوده بعد أن عبأهم تعبئة كاملة لمواجهة أعداء
الله، فعلمهم أن الحياة الدنيا ميدان لتنافس الخيرات، ومجال لأعمال البر
والصالحات، وأن الاخرة هي الحياة الحقيقية التي يجب على المؤمن أن
يعمل جاهدا لينعم بما فيها، وأيسر طريق للحصول على ذلك هو الشهادة في
سبيل الله، فضحوا ولم يبخلوا واستهانوا بالموت ليحصلوا على الخلود.
التربية الجسمية:
والإسلام عندما يهتم بهذا الجانب إنما يعيش مع الواقع الذي يجب أن
يعيش فيه المسلم، ولا يتجاهل تلك الحقيقة لأنها من الأسباب التي يجب
اتخاذها لتترتب عليها مسبباتها ونحن مأمورون على كل حال باتخاذ الأسباب
والوسائل، وإن كنا نعتقد أن اتخاذها لا يلزم منه حصول مسبباتها، بل النتاتج
بتقدير الله وإرادته.
وقد أمرنا الله - سبحانه - باتخاذ الأسباب، قال - تعالى -: " وأعدوا
لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل " (3) تم بين - سبحانه - أن ذلك
الإعداد الذي هو على قدر الاستطاعة لإرهاب العدو وتخويفه، فقال:
" ترهبون به عدو الله وعدوكم واخرين من دونهم " (4) وصرج بأن النصر من
__________
(1) التوبة: 1 1 1.
(2) آل عمران: 169 - 171.
(3) - (4) الأنفال: 60.
111