عند الله، لا من العدد والعدد " وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قولبكم،
وما النصر إلا من عند الله " (1).
وعلى أساس هذا الفهم، واستجابة لأمر الله - تعالى - سار تدريب
الجيش الإسلامي، والاية الأولى تدل على وجوب اتخاذ عدة الحرب اللازمة
لردع العدو وإرهابه، والرسول - صلى الله عليه وسلم - وضح وسائل التربية الجسمية، فأمر
بتعلم الرمي وحث على ركوب الخيل، واتقان السباحة، وأقام مباريات
السباق بين الجنود مشاة وركبانا، وأقر المصارعة كمبدأ عام لإظهار القوة
وتحصيلها.
أما الرمي فيقول - صلى الله عليه وسلم -: "من علم الرمي ثم تركه فليس منا" (2)، وقد
مر النبي - صلى الله عليه وسلم - على نفر من أسلم ينتفلون، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ارموا بني
إسماعيل، فإن أباكم كان راميا، أرموا وأنا مع بني فلان "، قال: فأمسك أحد
الفريقين بأيديهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما لكم لا ترمون؟ " قالوا: كيف
نرمي وأنت معهم؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أرموا فأنا معكم كلكم " (3).
وأما ركوب الخيل فقد قال فيه رسول الله - جمحيم -: "وارموا واركبوا" (4)
وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول: (علموا أولادكم السباحة
والرماية، وركوب الخيل).
وكان - صلى الله عليه وسلم - يقيم مباريات السباق بين أصحابه، تارة على الخيل
والجمال وتارة على الأقدام ففي الصحيحين عن ابن عمر- رضي الله عنهما-
قال: سابق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الخيل، فأرسلت التي أضمرت منها،
وأمدها الحفياء إلى ثنية الوداع، والتي لم تضمر أمدها ثنية الوداع إلى مسجد
بني رزيق وحدد المسافة للخيل التي أضمرت بستة أميال أو سبعة، والتي لم
__________
(1) الأنفال: 0 1.
(2) مسلم (3 1/ 5 6).
(3) البخاري (6/ 1 9).
(4) أبو داود (1/ 4 39).
112