كتاب المدينة المنورة عاصمة الإسلام الأولى

تضمر نحو ميل تقريبا، وكان ابن عمر ممن سابق فيها (1).
وعن سلمة بن الأكوع: قال بينما نحن نسير، قال رجل من الأنصار،
وكان لا يسبق شدا، قال: فجعل يقول: ألا مسابق إلى المدينة؟ هل من
مسابق؟ فجعل يعيد ذلك قال: فلما سمعت كلامه قلت: أما تكرم كريما ولا
تهاب شريفا؟ قال: لا إلا أن يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قال: قلت يا رسول الله، بأبي وأمي ذرني فلأسابق الرجل، قال: إن
شئت.
قال: قلت أذهب إليه، وثنيت رجلي فطفرت فعدوت، قال: فربطت
عليه شرفا أو شرفين استبقي نفسي، تم عدوت في أثره، فربطت عليه شرفا أو
شرفين، تم إني رفعت حتى ألحقه، قال: فأصكه بين كتفيه قال: فسبقته إلى
المدينة (2).
وهكذا أجريت المسابقة بين المشاة بإقرار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان سلمة
ابن الأكوع رجلا عداء لا يسبق، وهو الذي استخلص لقاح رسول الله حين
سطا عليها عبد الرحمن الغزاري واستاقها وقتل راعيها، فلما بلغه الخبر جرى
في أثر القوم حتى أدركهم وظل يرميهم ويناوشهم حتى أجبرهم على التخلي
عنها وعن بعض سلاحهم ولباسهم الخاص، ولم يصل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
حتى وجد سلمة قد استنقذ الإبل من أيدي المشركين وقال فيه رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - وفي أبي قتادة - رضي الله عنهما - (كان خير فرساننا اليوم أبو قتادة،
وخير رجالتنا سلمة) (3).
وقد سابق الرسول - صلى الله عليه وسلم - السيدة عاتشة، روى الإمام أحمد في مسنده
عن عائشة - رضي الله عنها- قالت: (سابقني النبي - صلى الله عليه وسلم - فسبقته، فلبثنا حتى
أرهقني اللحم، سابقني فسبقني قال: هذه بتلك) (4).
__________
(1) البخاري (6/ 1 7).
(2) مسلم (2 1/ 83 1).
(3) نفسه: 2 8 1.
(4) رواه أحمد.
113

الصفحة 113