كتاب المدينة المنورة عاصمة الإسلام الأولى

ماذا سيفعل أهل مكة، وحيث خضع هؤلاء لسلطان الإسلام لم يكن لهم بد
من الخضوع له وإظهار الولاء لدولته.
واتخذ بسط نفوذ الدولة السياسي على شبه الجزيرة مظاهر مختلفة
نجملها فيما يلي:
أ - جمع الخراج من القبائل:
مكث رسول الله في المدينة بعد عودته من مكة شهر ذي الحجة، ولما
رأى هلال المحرم لسنة تسع أرسل رسله، يجبون الصدقات ويحصلون
الخراج من القباتل. فأرسل إلى بني تميم عيينة بن حصن، وأرسل إلى أسلم
وغفار يزيد بن الحصين، وأرسل إلى سليم ومزينة عباد بن بشر، وبعث رافع
بن مكيث إلى جهينة، وعمرو بن العاص إلى فزارة، والضحاك بن سفيان إلى
بني كلاب، وبشر بن سفيان إلى بني كعب، وابن اللتيبية الأزدي إلى بني
ذبيان (1).
وأرسل المهاجر بن أبي أمية إلى صنعاء، وزياد بن لبيد إلى حضرموت،
وعدي بن حاتم إلى طيء وبني أسد ومالك بن نويرة إلى بني حنظلة، وبعث
إلى بني سعد رجلين؛ الزبرقان بن بدر على ناحية، وقيس ابن عاصم على
ناحية أخرى، كما بعث العلاء بن الحضرمي إلى البحرين وعليا إلى
نجران (2).
ولما حضر ابن اللتيبية حاسبه ليعلن حق الأمراء في محاسبة العمال،
وخرح الأسود العنسي على المهاجر بن أبي أمية وهو بصنعاء وادعى النبوة فأمر
الرسول بقتله فاجتمع عمال الرسول باليمن وفكروا في حيلة لقتله، فتعاونوا
مع زوجه، وكان العنسي بني بها بعدما قتل زوجها حاكم نجرإن ونجح
المسلمون في تنفيذ الحيلة، فنقبوا عليه بيته ودخل فيروز الديلمي فاحتز رأسه
فخار الأسود خوار الثور، فأسرع الحرس نحو الباب فقابلتهم زوجه، وقالت
__________
(1) ابن سعد (115/ 2) القسم الأول.
(2) ابن هشام (182/ 4).
119

الصفحة 119