كتاب المدينة المنورة عاصمة الإسلام الأولى

واتروهم على أنفسهم، وقاسموهم -لقمة-كاالعيش، وعوضوهم عما فقدوا برا
ومحبة وإخلاصا.
اسم جديد ليثرب:
سكن رسول الله - ىسيم - وأصحابه المدينة وكانت تعرف عند العرب
بيثرب، ولكن الرسول لم يرض بهذا الإسم، وكأنه لمح فيه معنى التثريب!
وهو اللوم والتوبيخ (1) فغير - صلى الله عليه وسلم - اسمها، وسماها المدينة روى مسلم في
صحيحه عن أبي هريرة: قال رسول الله - ىلمجبم -: "أمرت بقرية تأكل القرى،
يقولون يثرب وهي المدينة، تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد" (2).
وذكر ابن حجر - رحمه الله - رواية عند أبي داود الطيالسي بلفظ (كانوا
يسمون المدينة يثرب، فسماها النبي - صلى الله عليه وسلم - طابة) (3). والمعروف عند
المؤرخين العرب أن يثرب ليس اسما للمدينة، وإنما هو اسم لقرية كانت تقع
في الشمال الشرقي لجبل سلع بينه وبين وادي قناة، وهي المنطقة التي كان
يسكنها جماعات من العرب والعما ايق قبل مجيء اليهود.
يقول السمهودي وهو يتحدث عن نزول اليهود بأرض الحجاز: ونزل
جمهورهم بمكان يقال له يثرب بمجتمع السيول مما يلي رغابة وكانت يثرب
سقيفة طويلة فيها بغايا، يضرب إليهن من البلدان، وكانوا يروحون في قرية
يثرب ثمانين جملا جونا، سوى سائر الألوان (4).
ويروي ابن النجار عن أبي عبيدة معمر بن المثنى أن يثرب اسم
أرض، ومدينة النبي - صلى الله عليه وسلم - في ناحية منها، ويروى عن ابن زبالة أنه قال:
كانت يثرب أم قرى المدينة وهي ما بين طرف قناة إلى طرف الجرف، وما
بين المال الذي يقال البرثاوي إلى زبالة (5).
__________
(1) شرح النووي على مسلم (154/ 9).
(2) مسلم (154/ 9).
(3) فتح الباري (89 - 88).
(4) السمهودى (1/ 111) والجمل الجون هو الأسود.
(5) أخبار مدينة الرسول ص: 12.
12

الصفحة 12