كتاب المدينة المنورة عاصمة الإسلام الأولى

1 - العمل.
2 - حرية التملك.
3 - مسؤولية الدولة.
وسأتناول بالتفصيل كل كلمة من هذه الكلمات:
1 - العمل:
وللعمل في الإسلام منزلة عالية وقدر رفيع، لهذا حث عليه ورغب
فيه، بقدر ما نفر من الكسل والبطالة، وحذر منهما، والإنسان مسؤول أمام
الله أولا، تم امام ضميره ثانيا عن إعالة أسرته، وإغنائها عن تكفف الناس،
ولا يتأتى ذلك إلا بالعمل الذي يكتب به رزقه، ليعول به أهله وولده.
وقد صرح الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأن تضيع العائل من يعول إثم كبير فقال:
"كفى بالمرء إتما أن يضيع من يقوت" (1) ولما كان العمل هو الباب المشروع
الذي يدخل على الانسان رزقة الحلال كان بلا شك من أعظم وسائل التنمية
الاقتصادية، ولأجل هذا حرص الرسول أن يبذل كل إنسان جهده في تحصيل
رزقه، حتى أمر الرجل أن يبيع أثاث بيته ليشتري الة العمل.
جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسأله شيئا من المال وهو قوي
معافى، فقال له الرسول: "اما في بيتك شيء"؟ قال: بلى، جلس نلبس
بعضه، ونبسط بعضه، وقعب نشرب فيه الماء.
فقال الرسول: "اثتني بهما"، فأتاه بهما، فأخذهما رسول الله بيده
وقال: "من يشتري هذين؟ " قال رجل: أنا آخذهما بدرهم، قال رسول الله:
"من يزيد على الدرهم؟ مرتين أو ثلاثا"، قال رجل: أنا اخذهما بدرهمين.
فأعطاهما إياه، وأخذ الدرهمين فأعطاهما الأنصاري، وقال له: "اشتر
بأحدهما طعاماً فانبذه إلى أهلك، واشتر بالآخر قدوماً فائتني به".
فأتاه فشد فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عودا بيده، ثم قال: إذهب فاحتطب،
__________
(1) رواه أحمد في المسند.
141

الصفحة 141